مواجع ! / احمد المثاني‏

* كلما تعبت يدي من التنقير على الهاتف الذكي .. أفتح على محطات التلفزة .. الغبيّة ! و بخاصة ما يسمونه البرامج الصباحيّة .. لأرى و استمع الى مذيعين و مذيعات ، قد طالعونا صبيحة كل يوم بفقرة عن الريجيم و الحميات الغذائيّة ..
و بموضوع يشغل الأمة العربيّة هذه الأيام عن شفط دهون السليوليت .. و ما أدراك ما السليوليت .. إنّه الشحم الذي تراكم على البطون .. و أماكن أخرى .!
و لعل هذا الموضوع من أسهل المواضيع التي تملأ برنامج الصباح
و باستضافة خبيرة تغذية .. تحدثك عن ما تأكل و ما لا تأكل ..
بلغة لا يفهمها المثقف ، فما بالك
بأمهاتنا .. فيحدثونك عن الكعكة
كم غالوري .. حراري فيها . . و كم
حبة قطائف بحساب الغالوريات فيها .. و كذلك شوكولاتة النوتيلا
كم ” لعطة ” يلزمك منها .. و ذلك
باعتبار أن الشعب يفطر ع النوتيلا
و الكورن فليكس .. و الفاهيتي
و الهوت شوكليت .. و الهوت دوغ !
متناسين هؤلاء المذيعين .. أن غالبية الشعب مدمن ” زيت و زعتر
و بأحسن الظروف .. مشفوعا بحبة
فلافل .. عذّبها الزيت المحروق !!

أنا لا أحسد أبناء النعمة الذين
لا يعرفون غطّة اللقمة بالزيت و تمريغها بالزعتر .. و لا يعرفون
سندويشة الفلافل بمصاحبة القليل
من السلطة ..!
و كذلك لا أحسد رواد أو رائدات
” الجِم ” و الذين يشكون و يشكين من ترسّبات السليوليت ..
و لكن .. ليس معقولاً ، كلما فتحت
التلفلزيون على برنامج صباحي
أتصبّح .. بلقاءات متكررة عن شفط
الدهون .. باعتبار ذلك قضية وطنيّة .. أو قوميّة ، لأنها في معظم محطاتنا العربية ..
و السؤال : واحد ” مسلوع ” ماذا
يعنية السليوليت .. و قد أضناه
الركض و ركوب البسكليت !!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى