عجوز فلسطيني يقول في القمة / فؤاد البطاينة

عجوز فلسطيني يقول في القمة

ما عُقدت قمة عربية واحدة خلال عقود القرن الماضي إلا على خلفية القضية الفلسطينية . وبقينا نتعلق بتكرار انعقادها رغم الإحباطات التي تعقبها ، إلى أن توقفت بعد انكشاف عبثيتها ، كأنها لعبة قد انتهت . إلا أنها استؤنفت في السنوات الأخيرة على شكل اجتماعات روتينية سنوية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة . ولم يعد انعقادها مُسَببا مسبقا أو على خلفية الصراع العربي الاسرائيلي .*

وغاب اهتمام الشارع العربي بها وأصبحت مجالا له للتسليه على مناقشات ونهفات القاده . بمعنى أن الشعب العربي أصبح يضحك على قادته في قممهم بعد أن كانوا يضحكون عليه فيها ، ثم رحل من يسلونا كما رحل من كنا نرى فيهم الأمل .*

القمه التي ستعقد هذا الشهر ليست طارئة ولا استثنائية على خلفية حالة الدول العربية وشعوبها التي اصبحت فرجة للعالم ، وأصبح الشعب الفلسطيني هو من يبكيها بعينيه ، ومن فمه ينفث يمينا وشمالا . تتقاذفهم الحدود والأمواج ، وتتقاسمم جثثهم الجوارح والحفر ، ومدنهم تهدم بطرق يعجز عنها خيال الاخراج السينمائي . لقد أمضيت سني عمري متألما من مشهد دير ياسين إلى أن رأيته اليوم مزحة أمام هول ما يحدث لبقية العرب ، وهم من كنا نستجير بهم .*

مقالات ذات صلة

إنها قمة ستعقد هذه المرة على ايقاع معزوفات أجنبية متلاطمه ، تغيب عنها فلسطين كقضية مركزية وتغيب عنها اسرائيل كعدوه ، وتغيب عنها معاناة الشعب العربي غير المسبوقه ، وتعقد ” بالكرته ” والكرتة هي التي نستعين بها على انتعال حذاء ضيق .
فالأردن يبذل جهودا غير عادية لتكون بمستوى مسماها ، وعبثا يبذل جهودا يائسة لوضع أجندة مسبقة لها امام محاور عربية أجنداتها الطاغية هي مع مِن المحاور الاجنبة نكون او نقف ، وضد من نكون أو نصطف ، في مناخ دولي ضاغط على الأردن بحكم المواقف المرتهنه ، وضاغط عليه اقتصاديا في الداخل ، وعسكريا – أمنيا على حدوده . *

.كانت فلسطين وحدها من تجمع القادة في قمه ، لأنها وحدها كانت المانحة للشرعيه ، ووحدها التجارة الرابحه . واليوم وحدها من ينزع الشرعية ووحدها التجارة الخاسره . وكانت الشعار في القاعة ، ويقال إن العنترة فلان كان أول الحاضرين . واليوم ، “مهرج أو كلاون أو أخو اخته ” من ينطق بتحرير فلسطين أو يتحث عن خطة لمواجهة اسرائيل. وأصبحت القضية على بند ما يستجد من أعمال ، وسقفهم بات التوسل لإسكان الفلسطينيين على جزء من اراضيهم المحتله . *

المزواجة بين التاريخ والمنطق نتيجتها تقول ، أنتم هَزمتم أنفسكم وأقطاركم ثم بعتوها ، عندما خَذلتم الفلسطينيين وفلسطين وبعتوها . تنظرون لأنفسكم كدول بمصائر ، وهم ينظرون اليكم دولة واحده بعهدة متعهدين وبمصير واحد ، تعتبرون أنفسكم شعوبا ويعرفونكم شعبا واحدا . تخاطبونهم بعشرين لسان ، ويخاطبونكم بلسان واحد ، تعقدون الصفقات في الليل وتتلقون الصفعات في النهار . كنتم تخطبون ود شعوبكم واليوم تخطبون ود اسرائيل . فما الذي ننتظره ؟ *

الرسالة أمامي تقول إنها أخر قممكم لأنها قمة الاصطفافات مع المحاور الخارجية المتناطحه وأنتم فيها الطرف الثالث ، تغيب عنها الأجندة القومية والقرارات الموضوعية ويصعب فيها اتخاذ القرارات الشكلية . عايشتكم حين كنتم تجاهرون بالتمرد والوطنية والقومية وكان مولودكم نغلا نعيش االيوم استحقاقاته ، فأي مولود سننتظره وعوراتكم مكشوفة على بعضكم ، تجاهرون ب ….و ب…وبالقطرنة والقطرية الفاسده . مطلبي ، حذاري أن يكون تأبين فلسطين بندا ، فشعبها سيؤبن الشهداء فداء لها . *

إني أبحث عن قمة فلسطينية في مخيم لللاجئين ، قمة تقول ” لا “، وتعمل باستحقاقات “اللا ” وأدخل رام الله محررا لا أسيرا في وطني . انتبهوا أو لا تنتبهوا فمسعاهم لا أقل من تحويلكم الى عرب ال 48 ، لا بأس ربما ستوحدنا المخيمات أكثر ونعود شعبا واحدا بلا طغاة ولا مستشرقين .*

قولوا لهم ، المرحلة لا تسعفكم لتكرروا علينا قصتكم مع الفلسطينيين ، خذوا أجنداتكم ونهبكم وارحلوا ، فلن نلبس ا لكمخة ولن نلطم ولن نتعثمن ولن نكون عبيدا لمآبين أمريكا ولا فئرانا لتجارب روسيا ، سنصر على عروبتنا ، ولن يشدنا سوى تاريخنا والواقع الذي جريتونا اليه ، وسنعيد كتابة العبارة التي كتبناها على جدران مدارسنا ونحن أطفالا ” لا تنس فلسطين ” و سنبقى مسلمين كما الاسلام وأصحاب الرسالة كما هي . وسنبقى مسيحيين كما المسيحية وأصحاب الرساله كما هي . *

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى