عباس يتراجع: علاقات السلطة مع أمريكا و”إسرائيل” مستمرة

سواليف
ألمح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الاثنين، إلى استمرار صلاته الأمنية مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من إعلانه، يوم السبت الماضي، قطعها رداً على إعلان واشنطن عن “صفقة القرن”.

وقال عباس، خلال ترؤسه اجتماعاً للحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله: “نحن سنتابع ما قلناه، وإذا استمر الأمريكيون في هذا المشروع فالمقاطعة موجودة، قاطعناهم بعد إعلانهم عن القدس عاصمة لإسرائيل”.

وجدد عباس التهديد بقطع العلاقات الأمنية: “قلنا لن نعمل مع الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، وبقيت قناة واحدة وهذه القناة يجب أن تقطع”، لافتاً بذلك إلى العلاقات الأمنية.

وعن العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، قال الرئيس الفلسطيني: “كذلك مع إسرائيل لا يوجد الآن أي علاقة إلا الأغراض التي يبيعوننا إياها ونشتريها منهم، والتنسيق الأمني، ونحن نرفض هذا التنسيق إذا استمروا في هذا الخط”.

وأكد عباس خلال اجتماع الحكومة استمرار عمل السلطة الفلسطينية، وقال: “سنستمر في عملنا كما بدأناه بمنتهى الأهمية والاهتمام وعلى الوتيرة نفسها حتى اللحظة الأخيرة”.

وأردف: “هذه خدمات لشعبنا ولأهلنا، الجامعات والمدارس والمياه والصحة، هذا شيء مفيد لشعبنا سنستمر فيه إلى أن نعجز عن ذلك”.

وقارن بين المقترح الأمريكي واتفاقية أوسلو، قائلاً: “لا يمكن المقارنة بين اتفاقية أوسلو وهذه الخطة، أوسلو كان مشروعاً انتقالياً يعطيني 92% من الأراضي والباقي يتم التفاوض عليه”، أما “هذا المشروع لا يعطينا إلا 8% من الضفة الغربية وقطاع غزة”.

والسبت الماضي، أعلن عباس من القاهرة قطع “أي علاقة، بما فيها الأمنية”، مع تل أبيب والولايات المتحدة، مؤكداً تحرره من التزاماته بموجب اتفاقات أوسلو.

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية هددت أكثر من مرة بقطع علاقاتها الأمنية بدولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن أياً من ذلك لم يحدث.

وأمس الأحد، أعلن تلفزيون “كان” العبري أن رئيسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، جينا هاسبل، زارت مدينة رام الله في الضفة الغربية سراً، بعد يومين من إعلان “صفقة القرن”، والتقت مسؤولين فلسطينيين.

وأضاف التلفزيون العبري أن هاسبل التقت مسؤولين فلسطينيين، وخلال اللقاء جرى تبليغها بوقف الفلسطينيين التنسيق الأمني مع “إسرائيل” والولايات المتحدة؛ ومن ثم ركزت زيارتها على موقف السلطة الفلسطينية من “صفقة القرن”.

وذكر تلفزيون “كان”، أنه “لم تجتمع هاسبل مع عباس؛ بل مع رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج”، الذي أكد بدوره خلال الاجتماع “استمرار العلاقة بين قوات الأمن الفلسطينية ووكالة الاستخبارات المركزية وعدم تضررها”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والإفريقية، عوزي رابي، في وقت سابق قوله: “بالنسبة لعباس، التنسيق الأمني يمنع دخول حماس إلى الضفة الغربية”.

جدير ذكره أن السلطة الفلسطينية تأسست استناداً إلى اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض في عام 1993؛ ويعني إلغاء الالتزامات التي توجبها اتفاقية أوسلو إنهاء عمل السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن الخطوط الرئيسية لـ”صفقة القرن”، يوم الثلاثاء الماضي؛ وتتضمن إقامة شبه دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، بلا مطار ولا ميناء بحري، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ”إسرائيل”.

وتنص “صفقة القرن” أيضاً على تجريد قطاع غزة من السلاح، في إشارة إلى سلاح المقاومة لدى “كتائب القسام” و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بـ”يهودية إسرائيل”، وهو ما يعني ضمنياً شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجِّروا منها عام 1948.

المصدر
الخليج أونلاين
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى