” طَلْقُونا ” بالثلاث وحلوا عنا !

” طَلْقُونا ” بالثلاث وحلوا عنا !

بسام الياسين

بعيداً عن هتافاتٍ ثقبت سقف السماء ، بطولات تُلّوح بسيوف مثلومة في المظاهرات، يافطات من قماش و اصباغ تطالب بـ ـ عدل عمر ونخوة المعتصم ـ غسلتها الامطار وطيّرتها الرياح، ولم يبق منها سوى قماش لا يستر العورة.كلها براهين قاطعة،انها لا تُغني ولا تُسمن من جوع..فعيشة الاكثرية الكاثرة من هذه الامة بائسة.سؤال اقذفه في وجوه النخب الضالة المضللة التي احترفت التضليل:ـ من اوصلنا الى هذا الحضيض، حتى صرنا رهائن ” البنك والصندوق “،وزبائن نقف طوابير على الحاويات وشحادين على الاشارات ؟!.

اليس هم اولئك، الذين تولوا امورنا ولم يرحمونا.شيدوا الفيلات وابتاعوا اساطيل السيارات،وامتلكوا الارصدة السرية وراء البحار..هم انفسهم تجدهم يُحرّمَون علينا ما احله الله ويُجيزون لإنفسهم ما يشتهون من لبن العصفور الى لحم العنقاء المستحيل وما بينهما من ملذات تأسر القلوب وتفتن العقول ،لا يطالها خيال ولم تخطر على بال ؟!.

لست سيبويه كبير نُحاة اللغة،لإنتقاء عسل الكلام،ولا الخليل بن احمد الفراهيدي شيخ الادب ومبدع ايقاع الطرب في عروض الشعر،لكنني مواطن،مسلوخ الكرامه كذبيحة معلقة من ارجلها للعرض امام المارة ،لا يسترها الا زجاج شفاف كي لا يقع عليَّ الذباب،ولا يعف عن لحمها الذئاب.فهل بقي من بقيتي بقية لم يستحلبوها ؟ّ!.

انا لا انكأ الجراح انما افضح المرحلة،والفطرة السليمة تستقبح القبيح. سؤال مكرور و منكور :ـ اين نحن الذين كنا نفاخر به الدنيا باننا….؟!.اين رجالاتنا العظام الذين عاشوا على الكفاف، ثم رحلوا بصمت، ملفوفين باكفان الطهارة ؟!.

عش رجباً ترى عجباً…. لا عجب،حتى لو عشت الف رجب.نخب اغرقت السفن، ومستعدة لبيع ما بقى في مزاد علني.!.يا للعار…شعوب تعيش في موت غير معلن، ترى الناس تترنح في الشوارع كالسكارى، و ما هم بسكارى !.

يحيون نصف حياة !، بانتظار منظمة ” هيومن رايتس” للتعرف على هوياتهم بالحمض النووي !. عالمنا العربي، خاوٍ…فشل في الإدارة مفتاح الحلول بسبب عقليات جامدة تحكمه وتتحكم به ونفوس مريضة تملأه. انظر حواليك، سترى الحقائق عارية تتراقص قبالتك لتصفعك.

عربان اشد على بعضها من وباء الكورونا.يحاصرون بعضهم بعضا كالأعداء،يمنعون الغذاء والدواء عن الأشقاء، ولو استطاعوا لصادروا الهواء كأنهم من فصيلة الشياطين.فلا تصدقوا الساسة حين يتحدثون عن معاناة الناس.فمتى تبدأ مسيرة كنس المافيات النخبوية التي لم تكن الرحمة من سجاياها، والى متى تظل بايديهم مفاتيح العصمة….” طلقونا مشان الله ،لنرتاح منكم وترتاحوا منا ” ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى