ستأخذ المال وتنفرج الأزمة ، وتبقى حماس / فؤاد البطاينة

ستأخذ المال وتنفرج الأزمة ، وتبقى حماس

كيف نكون كدول عربيه واسلاميه جادين في عملنا السياسي الوطني والقومي ونحن نعتبر حماس منظمة ارهابية ، وكيف نكون صادقين في قولنا أو سعينا لمصلحة قضايانا المصيرية . وكيف يَنظر الينا المتعاطفون مع قضيتنا الفلسطينية ، وهل يبقون متعاطفين . وكيف لا نستحي من أنفسنا كمثقفين أن نتكلم ونكتب بالسياسة الهادفه حين تعتبر دولنا حماس منظمة ارهابه ، وكيف يكون هناك جدوى من كتابتنا بالقضية والحقوق .*
معاقبة الشعوب ارهاب ، والعقوبات الجماعية ارهاب . فالارهاب بكلمة هوتحقيق غرض غير مشروع بالضغط بوسيلة استهداف المدنيين الأبرياء بالقتل الجبان . الارهاب المعاصر استخدمه الغرب باجلى صوره وقامت امريكا على الارهاب وانهت الحرب العالمية بالارهاب واحتل الصليبيون القدس بالارهاب ثم استخدمته الصهيونية واقامت دولتها في فلسطين بالارهاب وما فتئت تكرس احتلالها بالارهاب الجبان وبالعقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني . وتتحكم بسياسات الحكام بالابتزاز السياسي والمالي بالارهاب وفقدان السلطه .*
قطر دولة صغيرة ثرية واختطت منذ سنوات سياسة استخدام ثرائها كغيرها لتكون دولة لاعبة وفاعلة على المسرح الدولي وقضايا المنطقة وأزماتها . فما معنى أن تُحاسب اليوم على سياساتها فجأة وبهذا الحجم والزخم ، مباشرة بعد غزوة ترمب التي عاد بغنائمها لبلده . فهل فعلا أن تمويل الارهاب ومهادنة ايران وحماس هي الاسباب الحقيقية لهذه العقوبة الجماعية على قطر قطر بشعبها ، والتي ستزيد من خلط الأوراق وتدويل الأزمة ليعم اللهب في منطقة العرب . *
بالنسبة لتمويل الارهاب ، نعلم أن قطر إن كانت تمول الارهاب فإنها مقلده ومنافسه للممولين الاخرين والأساسيين للإرهاب . وأن تمويلها إن صح ي هو تمويل للارهاب المضاد ولتمويله من جهة اوجهات اخرى ، وليس تمويلا مكملا مثلا لذات الارهاب وهدفه . إلا أن هذا الاختلاف في وجهة التمويل بين قطر وغيرها والذي بالضرورة يفسد مفعول التمويل الأخر هي سياسة موجودة منذ سنين وتصب في النهاية في مصلحة صانع الارهاب وفكرة الارهاب وهدفه ، وبالتالي ليس هو سبب الهجمة على قطر .*
أما السبب الثاني المعلن للأزمه وهومهادنة قطر لايران ، فإن سياسة قطر الاعلامية والاقتصادية والسياسية مع ايران هي أقل مستوى من مثيلتها من بعض دول الخليج ، كما أنها ليست جديدة ولا هبطت فجأة . ولو سلمنا بأن أمريكا نفسها لم تسهم في جعل ايران بعبعا للعرب ، وراغبة في توتر العلاقات الايرانية العربية ، فلماذا لم تتخذ الدول العربية إجراءات قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والجغرافية والبشرية مع ايران نفسها أولا قبل قطر ؟ أليس هذا هو الأولى ؟ *
أما للسبب المعلن الثالث المتمثل باحتضان قطر لحماس ، فقد درجنا كدول عربية على أن حماس مكون وطني سكاني وسياسي فلسطيني ، وأن خلافاتها مع السلطة الفلسطينية كان وما زال شأنا فلسطينيا . وطالما تدخلت الدول العربية كوسيط وراعي لحوارات الطرفين . وسياسة قطر في احتضان قيادة حماس قديمة . ويسجل لحماس وحدها كفصيل فلسطيني مقاوم أنها ترفض قولا وفعلا كسياسة ثابته لها التدخل في الشئون العربية الداخلية لصالح أي دولة تحتضنها ، إيمانا منها بأن لها قضية واحدة مع الاحتلال وأنها لا تلاحق الاحتلال الا داخل فلسطين . وكلنا يعلم كيف دفعت الثمن عندما رفضت التدخل واتخاذ موقف من الأزمة السورية .*
باختصار هناك سببان فجرا الأزمه الخليجية يرتبطان بسياسة ترمب في المنطقة العربية هما المال لأمريكا وترسيخ الاحتلال لاسرائيل . فالمال وحده حين تستلمه امريكا سيحلحل الأزمة ، أما حماس فهي مسألة أصعب مما يتهيأ الى ترمب واسرائيل. إنها ليست مشكلة عربية بل مشكلة الاحتلال الاسرائيلي . *
الشعب الفلسطيني بكل فصائله عليه الوقوف مع نفسه بمواجهة الهجمة على حماس لأنها هجمة هدفها هو تقنين وتدويل عنوان هو “رفع السلاح بوجه الاحتلال الاسرائيلي ارهاب ” . وعندها لن يبق للفلسطينيين والسلطة الا الرضوخ لاسرائيل على الطاوله ، وسيكون هذا الأساس لرضوخ الاردن .*