(يوميات مواطن كثير الترحال) عامر علي الشقيري

[review](يوميات مواطن كثير الترحال )
عامر علي الشقيري

حبيبتي :
أكتب ما أكتبه الآن من خلف القضبان وأرجو أن لا تقرأي هذا الورقة (عندما ألتقيكِ يوما ما!) وتغمضي عينيك ثم تدخلين في نوبة طويلة من الضحك ، تقولي بعدها : هراء!
لم يكن الحصول على قلم وورقة في هذا المكان بالأمر السهل، في الواقع لقد حصلت على ما أريد بعد نقاش طويل مع الشرطي الذي قال : هكذا أنتم تتحوّلون بقدرة قادر الى شعراء بمجرد دخولكم الى هنا، ولم يفهم أنني أكتب يومياتي ليس إلا!
السبت 26/11/2011
كادت أن تسيل الدماء في الندوة والتي كانت أقرب للمعركة منها إلى الندوة ، والحق يقال: المشاركون في الصف الأيمن أبدوا آراء استفزازية حول المدنية المعاصرة ومفهوم المواطنة لدى الفرد الأردني، الأمر الذي أثار حفيظة الصف الذي على الجهة الأخرى..حتى أن أحد المشاركين قذف الآخر بكأس ماء لولا أنه خفض رأسه في الوقت المناسب لحدثت كارثة، لكنها انتهت على خير.
وكعادتهم ذهبوا جميعا بعد الندوة الى خمارة “سلطان” ولا بدّ أنهم ضحكوا كثيرا على مدير الندوة الذي من المؤكد أنه تخلّى عن واحدة من مبادئه الكبيرة مقابل كأس أخرى! تصوّري!! دائما ما يحدث هذا!
أما أنا فقررت هذا المرة أن لا أذهب إلى أي مكان، كل واحد منهم لديه أم أو زوجة أو أخت أو بنت أو عشيقة تنتظره، ولأن أحدا لا ينتظرني فقد قررت أن أقضي الليلة في الشوارع وعلى الأرصفة..ولسوء حظي أوقفتني دورية شرطة وبعد اتصالات عديدة قاموا بها تبيّن أنني مطلوب وعرفت لاحقا أن مالك البيت القديم قد تقدم بشكوى في حقي، وقد أبلغت فيها أكثر من مرة.. لديّ جيران أوغاد لم يخبرني أحد بهذا ولعلهم مزّقوا ورقة البلاغ في كل مرة .. لا يهم أنا هنا الآن!.
وأنتِ حبيبتي ماذا فعلتِ في هذا اليوم: السبت 26/10/2011؟
ما لون فستانك اليوم؟!
وماذا فعلتِ بخصوص ظفرك الذي حلمتُ أنه كسر بالأمس؟!
أرجوكِ أخبريني ماذا حصل؟ أنا قلق حيال هذا الأمر؟!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى