سواليف: غيث التل
اقام أهالي الكرك حفلاً خاصاً لتكريم الشهيد البطل العقيد الركن سائد المعايطة “أسد القلعة” الذي ارتقى لربه وهو يدافع عن ثرى الأردن امام قوى الظلام والإرهاب في احداث الكرك التي شهدها الأردن أواخر العام الماضي.
واشتمل الحفل الذي حضره جمهور غفير من مختلف ارجاء الأردن على العديد من الكلمات المؤثرة والمذكرة بمناقب الشهيد وعظيم تضحياته.
رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور خالد الكركي قال في كلمته أن بسطاء الأردن هم الذين يهبون للدفاع عنه.
وارسل الكركي رسائل لمن يطمع في الأردن قائلا انهم يعرفون ان الأردنيين لن يضاموا فهم فهم من يصنعون أمنهم.
واكد الكركي ان بوصلة الجهاد واضحة وهي فلسطين وان أي بوصلة لا تشير للقدس فهي بوصلة مشبوهة مشوهة.
أما الكاتب الأردني احمد حسن الزعبي فقال في كلمته أنه لم يعتد ان يشارك بتأبينِ الخالدينَ الحاضرينَ في مملكةِ الفردوسِ ولم يعتد أن يستذكرَ من هو أكثرُ منّا حضوراً وبهاءً ووفاءً وطهراً ونقاءً,
وأضاف الزعبي ((صدقوني هذا التأبينُ لنا نحن…فنحن الميتون من غيرِ كفنٍ…وهم الأحياءُ فلا تحزنوا…وهل يموتُ من كحّلَ بدمِه عينَ الوطنِ؟؟)).
وأشار الزعبي في كلمته إلى أن أبناءُ الحرّاثينَ، لا يستطيعونَ أن يزوّروا مشاعرَهم ولا يستطيعون أن يتاجروا بأخلاقِهم ووفائِهم، كذلك لا يستطيعونَ أن يحلفوا باسمِ الوطنِ ويحنثوا بالقسمِ ولا يستطيعون أن يسرقوا، أو يخونوا أو يفسدوا، ثم يتصدّرون الحديثَ عن الوطن.
منوهاً إلى أن أبناءُ الحرّاثين ، لا يستطيعون أن يتعدّوْا على أبناءِ الذواتِ. فلا نصيبَ لهم من وظائفِ الخارجيةِ ولا بتمثيلِ السفاراتِ. ولا نصيبَ لهم في مكاتبِ “البريتسيج” و مستشاريةِ الهيئاتِ فأبناءُ الحرّاثين مرهونون بسياراتِ الحراسةِ، أو فوقَ مصفحاتِ الدركِ يصافحونَ بلثامِهم ريحَ كانون، أو وقوفاً طوالَ الليلِ على أكشاكِ السفاراتِ.
وخاطب الزعبي شهداء الكرك قائلا: ((يا سائدُ ،يا محمدُ، يا شافي، يا يزنُ، يا صهيبُ، يا علاءُ ،يا حاكمُ..نعرفُ أنّه ربما ما زال عليكم قسط ُ“غرفة النوم” وقسطُ “صوبةِ الغاز” وقسطُ “تنكةِ الزيتِ” وقسطُ “الروضةِ” لآخرِ الأولادِِ أو لأولى البنات..لكنكم أبيتُم إلا أن تدفعوا أرواحَكم للوطنِ مقدمّاً..فالعسكريُ قد يقسّطُ كلَ شيءٍ إلا محَبَتَــه للوطنِ فهو يؤدّيها دفعةَ واحدة ً..العسكريُ يقسّطُ ما لا يملك ثمنَه…والروحُ ثمنُ الوطنِ وهل تبخلُ الروحُ على الروحِ؟))
ووجه الزعبي رسالة إلى طفلة الشهيد مخاطباً إياها ((يا بنيتي..ستكبرين غداً…وستفتحينَ الدفاترَ وتقرئينَ…عن أسدٍ حمى العرينَ…لك أن تفتخري يا تفاحةَ العمرِ…لك أن تفخري ..أنّ الشهادةَ لا تُعطى إلا لمن يستحِقُها…هي وحدَها التفوقُ وما سواها رسوبٌ وغيابٌ…
يا بنيتي…لن أكذبَ عليك إن قلتُ لا تحزني..فدمعةُ الأبِ تبقى رقراقةً في المدمعِ..جرّبتُ الفقدَ قبلَــك..كلُ دفءِ الدنيا لم يغنِني عن حضنِ أبي…كلُّ عطرِ الدنيا لن ينسيَني عرقَ أبي…أعرفُ أن غيابَ الأبِ قاسِ و غيابَ الأبِ لا يُنسى…لكن لا تجزعي يا بنيتي …صدقيني فقدانُ الوطنِ أقسى))
من جهته وجه الفنان موسى حجازين كلامه إلى الشهيد متسائلاً كيف لنا ان نكرمك بعد ما كرمك ملك الملوك ورب السماوات والأرض.
وأضاف ان سائداً بات اليوم في السماء ومن في الأرض لا يكرمون من في السماء وانما العكس.
وتوسل حجازين في كلمته من الشهداء ان يرشوا على اهل الأرض عطراً مباركاً من الجنة علهم يتعطرون برائحة العز والكرامة والفخار متمنياً ان يتعمد بنقطة دم من دماء من روى الأرض بها لأن هذه الدماء تتطهر القلوب والنفوس.
وفي كلمة رفقاء السلاح قال الرائد عامر السرطاوي أنه ليس الوحيد الذي عرف سائد فكل من عرفه يعرف انه كان عاشقاً للوطن والشهادة.
وان الى ان سائد الذي كان رفيق للدراسة تميز دائما برجاحة عقله وكان متفرداً بمسيرته العطرة، قائداً ذا بصيرة واضح الهدف والغاية. لم يختبئ يوماً عن الواجب بل كان يتقدم الصفوف دائما.
واكد انه يصعب ان تروى سيرة الشهيد بكلمة في قصة سائد هي قصة وطن بأكمله.
النائب خليل عطية شكر أهالي الكرك على الشرف الذي منحوه إياه في القاء كلمة بهذه المناسبة قائلا ان أهالي الكرك يشرفونه دائما بالمناسبات العظيمة فقد سبق لهم ان شرفوه بالمشاركة في حفل تأبين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
محمود المعايطة والد الشهيد قال ان الأردنيون دائما عائلة واحدة وان هذا التكريم له اطيب الأثر في نفوسهم ويدل على معدن الأردنيين الأصيل.
وأضاف ان الشهادة كانت دائماً مطلباً لسائد وقد نالها وارتقى إلى عليين رفقة الأنبياء والشهداء والصالحين. مشيراً الى انه نذر سائداً منذ التحاقه بالدراسة العسكرية ليكون فداء للوطن .
والقى العديد من أهالي الكرك كلمات مؤثرة انهمرت معها دموع الحاضرين قبل ان يختتم الحفل بتسليم رفقاء السلاح سيفاً تذكارياً لوالد الشهيد وتسليمه سيفاً اخر من مؤسسة الموانئ وعدد من الدروع.
