قلق أردني من تطورات الضفة الغربية / عمر عياصرة

قلق أردني من تطورات الضفة الغربية
عمر عياصرة

تصاعد المواجهات في مدن الضفة الغربية يقلق الاردن، فمن جهة ترى عمان ان السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل المواجهات الجارية آخذة بالضعف جراء عدم قدرتها على حماية ابناء الشعب الفلسطيني في مناطق نفوذها.
ايضا تخشى عمان من استعادة حماس لوجودها بالضفة، وبوادره تبدو واعدة، فالمظاهرات الثلاث الاخيرة في الخليل ونابلس ورام الله، تثبت ان ثمة تطورا جاريا على قدم وساق في مناطق السلطة.
عباس في مأزق، فمن جهة يعيش الرجل ازمة خطاب خانقة تجعله يدور في حلقة مفرغة، كما انه يعيش ازمة اخلاقية لم يعاينها قيادي فلسطيني من قبل، كيف لا وهو يحاصر الفلسطيني في غزة، ويمرر اعتقال آخرين وقتلهم في الضفة.
الاردن بدوره قلق، فأزمته الداخلية لا تحتمل جبهة قاسية التداعيات تفتح عليه من جهة الضفة الغربية، ولكن لا نعرف مدى قدرة الاردن على التدخل في المسألة الداخلية الفلسطينية.
يحاول الاردن رفض الاهانات الموجهة للرئيس عباس من قبل الاسرائيلي، ويحاول ان يثبت من اقدام عباس اكثر، لكنه بالمقابل قلق من اخوة الخليج المندفعين نحو تطبيع مجاني لا نعرف بعد غاياته النهائية.
الاردن يملك ان ينزل بثقله تجاه انتاج ودعم مصالحة وطنية فلسطينية يبدد كثيرا من مخاوف الدولة من تطورات الاوضاع غربي النهر.
المصالحة تجعل الساحات اكثر انضباطا، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، اعلن في كلمته امس الاول عن دعوة لعباس للحوار ولزيارة غزة.
هذا المسار، اي المصالحة، يجب ان تفكر به الاردن استراتيجيا، فمن يسمع وزير خارجية البحرين وترحيبه بخطوة استراليا المتعلقة باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل يشعر بالرعب، ويتحسس دقة صعوبة الايام القادمة.
على الاردن ان يدع جانبا كل الضغوط المفروضة عليه من واشنطن او غيرها، عليه ان يستقل ذاتيا باشتباكه مع الملف الفلسطيني، وان يعرّف استراتيجية المرحلة الحالية بوضوح وأناة وشجاعة.
علينا اقناع عباس بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، وعلينا الاقتناع اكثر بالسير في هذا المسار، فمن جهة سنضمن تفاهما فلسطينيا على قواعد اللعبة، ونضمن موقفا فلسطينيا اكثر قوة وتماسكا في رفض الضغوط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى