باي باي دكتور اخليف! / د . ناصر نايف البزور

باي باي دكتور اخليف!
أعتقدُ أنَّ كُلَّ مسؤولٍ كبيرٍ في الدولة يجبُ أن يجتاز دورة تدريبية مُكثَّفة في فنون ومهارات الرهان والمراهنات قبل أن يتولى منصباً رسمياً حتّى يتمكَّن من تحقيق أكبر قدرٍ من النتائج الايجابية المستدامة لنفسه ولمؤسسته على المدى المتوسِّط و الطويل!

لقد رأينا قبل ساعات كيف رفض مجلس التعليم العالي النظر في التجديد لرئيس الجامعة الأردنية الحالي الدكتور اخليف الطراونة لفترة ثانية على عكس ما كان مُتوقّعاً بلغة الحقائق والأرقام على الأرض، لا بلغة العواطف الجيَّاشة!

فلا يُنكر نجاح الدكتور اخليف الطراونة على أصعدة مختلفة إلاّ جاهلٌ أو غير مُنصف! فالحقُّ يُقال أنَّ أداءهُ كان جَيِّداً وأفضل بكثير من مُعظَمِ رؤساء الجامعات الذين سبق التجديد لهُم، ولـكـن…… ولـكـن…… ولـكـن……!

لقد أصابَ اضرابُ طلبة الجامعة الأردنية الدكتور اخليف بمقتل فأطاح به في ذروة عطاءه وكبريائه، فترجّل رغمَ أنفه عن سدَّة كُرسي أعرق جامعة أردنية! وكان مقتلُ الدكتور اخليف في سوء رهانه وسوء قراءته لواقع صناديق المراهنات؛ فقد راهَنَ على جَوادٍ خاسرٍ بدا لهُ قَويَّاً فخسرَ كُلَّ شيء!

مقالات ذات صلة

أجل، لقد راهَنَ الرئيس على إرضاء الجهات العليا كمجلس الأمناء و مجلس التعليم العالي نفسه ضدَّ مصلحة أبنائه الطلبة! فعندما “حمي الوطيس”، تخلّى عنه المسؤولون ورموا به كبشَ فداء للتكفير عن أخطائهِم في رفع الرسوم الجامعية التي رفض مجلس الأمناء تخفيضها من قبل والتي سيقوم بتخفيضها آجلاً أم عاجلاً أمام صمود أبنائنا الطلبة!

يا تُرى ماذا كان سيحدُث لو قام الدكتور اخليف بوضع رهانه بقوّة على الجواد الرابح حتّى ولو بدا للوهلة الآولى ضعيفا؟ ماذا لو راهنَ عطوفته على مصلحة طُلّابه وَوقفَ معَهُم وانحازَ لمصلحَتهِم؟؟؟ تخيّلوا لو أنّهُ وقف مع المعتصمين في اعتصامهم لليلةٍ واحدة وطالبَ معَهُم مجلس الأمناء بالرجوع عن قرار رفع الرسوم؟!!!

حتماً كان المجلس سَينزِلُ عند مطالب المعتصمين في غُضون أيّام قليلة؛ ولفازَ الدكتور اخليف بحُبِّ وتقدير “شعبه” من أبنائه الطلبة؛ وبالتالي لأصبح بطلاً قومياً لا يستطيعُ مجلس التعليم العالي ولا حتّى رئيس الوزراء عزله!!! وإذاً لكانَ ظفرَ بالحُسنيين: النصر والجنّة، أعني الفوز بقلوب الطلبة و الناس عموماً، وكذلك دوام جنّة المناصب ونعيمها! لكِّنَّ سـوءَ رهانه أودى به إلى التهلُكة وباء بالخُسريين: فقد خسرَ منصبه وخسر طَلَبَته!

وهذا درسٌ رأيناه مراراً مع الفارق في النهج في أحوال الكثير من الحُكّام العرب الذين راهنوا على دعم قوى الغرب لهُم، فلَفَظَتهُم شعوبُهُم وتخَلَّى عَنهُم أسيادُهُم؛ وما خَبَرُ شينُ الفاسدين و مُدَمَّر القزّافي عَنَّا ببعيد! واللهُ أعلَمُ وأحكَم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لماذا هذا المستوى من التحليل ؟
    يعيني اذا باع وطنيات و لبى حاجات الطلاب على حساب الوطن بيكون شريف
    يا اخي قالها نفس الرئيس في نفس خبيث بحرك و الناس و الا شو الي غير قرار الشباب بعد الاجتماع معه ب30 ثانيه فقط
    بعدين يا اخي الامر هاذا بتفعل بشهر 9 ليماذا الان ؟
    ايدي خبيثه خفيه

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى