سواليف – جنى البدور
جمعية سنا لدعم ذوي الاحتياجات الذهنية والعقلية الخاصة هي جمعية تم تأسيسها من قبل مجموعة من الأهالي والأخصائيين بشؤون الرعاية الصحية رغبة منهم في تحسين الحياة والخدمات المقدمة للأفراد ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة وعائلاتهم ، ومساعدتهم في التغلب على تحدياتهم والشعور بأنهم يعيشون في مجتمع يتقبلهم ، يقر باحتياجاتهم ويوفر لهم ما يمكنهم من تحقيق كامل قدراتهم.
وتعمل جمعية سنا من خلال استثمار جهود المتطوعين، وتجنيد هبات المتبرعين السخية والتنسيق مع مراكز التربية الخاصة ومن خلال عدد من البرامج التي من دورها زيادة الوعي العام بالتحديات التي تواجه الأفراد ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة لتحسين حياتهم وتسهيل دمجهم في المجتمع .
وبسؤالي إحدى السيدات ، وهي والدة لطفلة عمرها 5 سنوات تعاني من حالة “طيف توحد” عن رأيها ومدى استفادتها هي وأسرتها من وجود هذه الجمعية الرائعة .. قالت : ( لقد استفدنا الكثير من جمعية سنا ، من خلال الاجتماعات الدورية التي تنظمها لنا الجمعية كل شهر والتي نلتقي خلالها مع أطباء متخصصين أواستشاريين نفسيين وتربويين أو قانونيين ، ونناقش خلالها مواضيع متعددة تساعدنا في التعامل مع أبنائنا على اختلاف حالاتهم .. فبالنسبة لي أنا مع طفلتي استفدت الكثير وذلك لم أجده عند تصفح الانترنت لأنه ينبع من واقع وحالات حقيقية واقعية ، فكل فرد منا يطرح تجربته وبعض المشاكل التي واجهته ويطرح الحلول المناسبة لها والطريقة الصحيحة والمناسبة للتعامل مع كل حالة ، فنحن هنا نتشارك التجارب والخبرات .. وبالنسبة لإستفادة ابنتي “دينا” ، فقد عزز انضمامي للجمعية ثقتنا تحن كعائلة بابنتنا ، وعزز ثقة “دينا” بنفسها .. وأحب أن أضيف أن جمعية سنا تقدم دورات تدريبية وموسيقية ورياضية خاصة لأبنائنا وهذا يعزز روح المشاركة لدى أبنائنا ويخرجهم من حالة الانطوائية ).
ومن ناحية أخرى التقيت السيدة ريم الافرنجي والدة “عبد السميع” و “عمرو” التي قالت : ( لقد استفدنا كثيراً من جمعية السنا .. لم أكن أعرف كيف أتعامل مع أولادي في بداية الأمر عندما علمت عن حالتهم ( الإعاقة التطورية ) .. ثم وجدت في جمعية سنا أهالي يجتمعون كل شهر للمساهمة مع بعضهم البعض بتوفير برامج تأهيلية وتربية خاصة تؤكد لنا أن أولادنا في المستقبل يمكن أن يصبحوا فعالين في المجتمع ، فنحن نسعى لتطوير قدرات أبنائنا الخاصة بحيث ندعمهم ونساعدهم في حياتهم .. إضافة إلى رغبتنا وسعينا لتوعية المجتمع لتقبل أبنائنا .. في البداية انضممت لمجموعة الدعم الأسري كشخص يحتاج الدعم ، ثم عملت كمتطوعة ومسؤولة إدارية لأربع سنوات .. ومشروع كرتون ( كلنا أبطال ) فكرته أصلا مستوحاة من تجربتي مع جمعية سنا )
والتقيت أيضا السيدة سيرين قبعين عضو مجلس إدارة جمعية سنا لدعم ذوي الاحتياجات الذهنية والعقلية الخاصة لتحدثنا بشكل أكبر عن الجمعية ، تأسيسها وأهدافها وبرامجها .. وكان لي معها هذا الحوار :
– نود لو تحدثينا سيدة سيرين عن جمعية سنا وما هي النشاطات التي تقوم بها ؟
– جمعية سنا أسسها مجموعة من الأهالي الذين يعاني أبناؤهم من إعاقات ذهنية أو تطورية ..
تأسست عام 2009 وكان هدفها في البداية دفع الأقساط للمراكز التأهيلية ومدارس التربية الخاصة لهؤلاء الأطفال ، وهذا ضمن برنامج المنح الدراسية ..
ثم قررنا إنشاء مجموعات الدعم الأسري ، لعمل اجتماعات دورية للأهالي لتبادل التجارب والخبرات ..
ولدينا برنامج آخر وهو برنامج التشغيل ، فالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بعد إنهاء دراستهم يحتاجون إلى وظيفة ، وهنا يأتي دور جمعية سنا بإيجاد مهن مناسبة لهؤلاء الأطفال حسب حالاتهم وقدراتهم ..
ولدينا أيضا برنامج توعوي من خلال صفحتنا على الفيسبوك .
– ما هي البرامج التي تقدمها جمعية سنا للأفراد ذوي الأحتياجات الذهنية والعقلية الخاصة لتسهيل دمجهم بالمجتمع ؟
– من خلال اجتماعات دعم الأهالي ، نقوم بتنظيم رحلات الهدف منها أن يتواجد الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في أماكن عامة بحيث يراهم الجميع ويتقبلوا فكرة وجودهم كأفراد في المجتمع وخصوصا بالنسبة للأطفال .. وهذا يساعد أطفالنا أنفسهم ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج مع باقي أفراد المجتمع .
– هل من قصة نجاح مميزة لإحدى الحالات قد تمنح هذه العائلات أملاً ؟
– نحن اليوم ندعم 43 طفلاً في مدارس ومراكز تربية خاصة ، فلولا هذا الدعم لضاعت عليهم فرصة التعلم ولدينا أيضا 12 شخص من ذوي الاحتياجات الذهنية والعقلية الخاصة أوجدنا لهم فرص عمل ضمن برنامج التشغيل يعملون ويتقاضون راتباً كاملاً مع تأمين صحي وضمان اجتماعي ولهم أهداف في حياتهم .. وهذا يشجع المزيد من أرباب العمل على تشغيل الأفراد ذوي الأحتياجات الذهنية والعقلية الخاصة .
