ضعف الثقة بالعملية الانتخابية

ضعف الثقة بالعملية الانتخابية
د. قــدر الدغمـي

كلما اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية يتزايد اهتمام الناس بها وتصبح حديث المجالس، خاصة في ظل المتغيرات السريعة التي طرأت على العالم والمنطقة وأهمها جائحة كورونا والأوضاع السياسية الاقليمية، فيما يتعلق بموضوع تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحالة التأزم في الوضع الصحي بعد عودة الوباء بشدة وازدياد أعداد حالات الإصابة به بشكل غير مسبوق.
يمكن الإشارة هنا إلى أن الاوضاع الاستثنائية لانتخابات 2020م جعلتها مختلفة كليا عن سابقاتها خاصة بموضوع حظر التجمعات الشعبية للانتخابات، والتقاء المرشحين بمناصريهم في مهرجانات خطابية دعائية كما كان يحدث في السابق، ومع كل هذا بدأت هنا وهناك إشاعات تنتشر حول تأجيل الانتخابات إذا استمر الوضع الوبائي بهذه الصورة، ومع إجراءات الإغلاق الجزئي والكلي لبعض المناطق والأحياء التي تظهر بها أعداد كبيرة وينتشر بها الوباء.
إن شدة عودة الوباء نتيجة للانفتاح الذي حدث زادت من حالة الفتور الشعبي في الإقبال على المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة، في ظل غياب البرامج الانتخابية للمترشحين، وغياب المنافسة القوية ما بينهم، ومن جهة أخرى عزوف بعض أصحاب الكفاءات والخبرة من ترشيح أنفسهم وخوفهم من عدم تحقيق أصوات تؤهلهم للوصول لمقعد البرلمان لأن الواقع العملي أثبت بأن الفوز ليس للأقوى وإنما للأقدر مالياً.
الخوف المشروع للناس من وباء كورونا، وزعزعة الثقة بالعملية الانتخابية لدى الكثيرين حتما سيؤدي إلى نسب متدنية من المشاركة في هذه الانتخابات، إضافة إلى فقدان الثقة بالمجالس النيابية السابقة والتي أصبحت أداه طيعة في يد الحكومات ولا تمثل إلا نفسها وأصبحت ايضا شبه مشاريع استثمارية خاصة لمن ينوي الوصول لسدة البرلمان، هذا الوضع زاد من حالة اليأس والإحباط وتولدت عن البعض قناعة بأنه لا جدوى من المشاركة في الانتخابات برمتها.
وفي ظل تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وما خلفته جائحة كورونا ونتيجة للعوز والفقر الذي يعانيه المواطن، فضلا عن تفشي ظاهرة البطالة بشكل ملفت، تأتي نظرة الغالبية من الناس إلى طبقة أعضاء مجلس النواب السابقين منهم والحاليين والتي افرزتها الانتخابات على مدى عقود خلت أنها لم تكن بمستوى المسؤولية المطلوبة ومستوى الطموح الشعبي الذي ينظر إليه، بعد أن تخلت عن جميع الشعارات والبرامج السياسية والاقتصادية التي رافقت حملاتها الانتخابية منذ بداية إعلان الترشح والدعاية والترويج حتى الوصول للبرلمان.
في النهاية لا شك بأن المشاركة في الانتخابات النيابية واجب وطني، وعلى كل مواطن أن يتحمل مسؤوليته اتجاه وطنه، ومقاطعة المواطنين للانتخابات وعزوفهم عن المشاركة السياسية بها قد ينذر بفراغ سياسي ويعطل العملية التشريعية والرقابة على أعمال الحكومة، ويضعف عملية التحول الديمقراطي، فالانتخابات هي التعبير الأفضل عن إرادة المواطنين في اختيار ممثليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المقاطعة افضل ممارسة للتعبير عن الرفض للعملية بمجملها واهم ما في المقاطعة انك لا تكون شاهد زور.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى