نمط الحياة الخاطئ أحد أسباب الإمساك

سواليف – يعد الإمساك أحد اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة، ويعاني منه عدد كبير من الناس، ويؤثر سلباً على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. هذا وتعد النساء الحوامل وكبار السن أكثر الفئات عرضة للإصابة به.
تعريف الإمساك
يمكن تعريف الإمساك بأنه قلة عدد مرات التبرز؛ أي أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، بحيث تكون عملية التبرز صعبة ومصحوبة بمضايقة أو ألم.
أسباب الإمساك
يعزى حدوث الإمساك الى أسباب عدة، نوجزها فيما يلي:
– نمط الحياة الخاطئ، مثل: عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالألياف، وعدم الحصول على كميات كافية من السوائل، وقلة ممارسة الرياضة.
– الحمل، وذلك بسبب ارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون في الجسم.
– متلازمة القولون العصبي.
– تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم أو الحديد.
– استخدام مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألمنيوم.
– استخدام بعض المسكنات، مثل: الكودين (Codeine) والمورفين (Morphine).
– الإفراط في استخدام الملينات، لأن استخدامها المزمن يؤدي إلى كسل في عضلات الأمعاء.
– الأدوية المستخدمة في علاج التقلصات.
– مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، مثل: أميتريبتلن (Amitriptyline)، إميبرامين (Imipramine).
– الأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون.
– مدرات البول.
– مقاومة الرغبة في الإخراج، بسبب وجود تشققات شرجية، أو وجود البواسير التي تسبب الألم أثناء عملية الإخراج.
– خلل في وظيفة الأعصاب أو العضلات في الأمعاء.
– ضيق في الأمعاء أو القولون بسبب وجود أورام.
– السكري.
– قلة نشاط الغدة الدرقية.
المضاعفات الناتجة عن الإمساك
إن إهمال معالجة الإمساك له مضاعفات وانعكاسات سلبية على الصحة، فمن مضاعفاته: الصداع، وإمكانية حدوث فتق إربي (سري)، هذا بالإضافة الى حدوث البواسير والتشققات الشرجية.
طرق الوقاية من الإمساك
يمكن تجنب حدوث الإمساك والوقاية منه باتباع عدد من التدابير والعادات الصحية السليمة، ومنها:
– شرب كميات كافية من الماء: احرص على تناول ثمانية أكواب من الماء يومياً.
– تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة.
– التقليل من تناول الأطعمة التي تسبب الإمساك، مثل: منتجات الألبان، والوجبات السريعة، والأطعمة المقلية والغنية بالدهون، والدقيق الأبيض.
– الحرص على تناول وجبات صغيرة لا وجبات كبيرة دسمة.
– التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة والمشروبات الغازية.
– الاستجابة عند الشعور بالرغبة في الإخراج وعدم كبحها.
– ممارسة الرياضة.
علاج الإمساك
يتوفر في الصيدليات العديد من أنواع الملينات المستخدمة في علاج الإمساك، وهي:
– الملينات التي تزيد حجم البراز وتضيف الماء له (Bulk-forming Agents): حيث تقوم بامتصاص الماء، فتزيد من حجم البراز، وبالتالي تزيد من حركة الأمعاء. لذلك يجب على المريض تناولها مع كميات كبيرة من الماء؛ لمنع حدوث انسداد في المريء أو الأمعاء، كما يجب على المريض عدم تناول هذا النوع من الملينات عند النوم. ويندرج تحت هذا الصنف أمثلة عدة نذكر منها: السيليوم (Psyllium) والميثيل سيليلوز (Methylcellulose). يتوافر هذان الصنفان على شكل كبسولات أو بودرة، ويمنع استخدامهما في حال وجود انسداد معوي. كما قد يؤدي استنشاق البودرة إلى حساسية كسيلان الأنف، أو تدميع في العينين. في حال وجود أدوية أخرى يتناولها المريض يجب المباعدة بينهما على الأقل مدة ساعتين.
– الملينات الأسموزية (Osmotic Laxatives): يعتمد هذا النوع من الملينات على وجود مواد قادرة على سحب الماء إلى الأمعاء والاحتفاظ به، مما يساعد على زيادة حركة الأمعاء. وهذا النوع من الملينات غير مسموح به للمرأة الحامل، ومن الأمثلة على هذا النوع من الملينات اللاكتلوز (Lactulose)؛ وهو نوع من السكر يتم تحطيمه بواسطة البكتيريا المعوية متحولاً إلى مادة حمضية تمنع وصول الأمونيا إلى الدم. يمنع استخدامه في حالات ارتفاع الجالاكتوز في الدم أو عند المرضى الذين يلتزمون بحمية قليلة الجالاكتوز، ويجب استخدامه بحذر عند مرضى السكري، وعند المرضى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
– الملينات التي تساعد على الانزلاق (Lubricant Laxatives): يعمل هذا النوع من العمليات على تغليف سطح البراز، وبالتالي يسهل تمريره، ويقلل من الألم المصاحب لعملية الإخراج. عادة ما يستخدم هذا النوع للمرضى الذين يعانون من الإمساك بعد العمليات الجراحية وللمرأة بعد الولادة. ينصح بعدم استخدام هذا النوع من الملينات عند كبار السن. ومن الأمثلة على هذا النوع من الملينات “زيتالبارافين”، ويستخدم زيت البارافين عن طريق الفم أو الشرج، يجب عدم استخدامه لفترات طويلة لأنه يؤدي إلى ضعف في امتصاص الفيتامينات الذوابة في الدهن، ومن أكثر التأثيرات الجانبية خطورة عند استخدام هذا الزيت هو ما يسمى بالالتهاب الرئوي الشحمي الذي قد يحدث نتيجة ارتشاف زيت البارافين من قبل الرئة، لذا يجب التنبه إلى عدم تناوله اذا كان المريض مستلقيا، يمنع استخدامه عند الأطفال دون الست سنوات، وعند المرأة الحامل، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من صعوبة في البلع.
– الملينات المنبهة (Stimulant Laxatives): يعمل هذا النوع على زيادة حركة الأمعاء بشكل كبير، ويجعلها تنقبض لإخراج البراز، وهو أقسى وأخشن أنواع الملينات، ويستخدم هذا النوع عادة قبل فحص الأمعاء والقولون، عند التحضير لمثل هذه الاختبارات. ولا يستخدم هذا النوع للأطفال، ولا للمرأة الحامل لأنه قد يؤدي إلى الإجهاض، ويندرج تحت هذا النوع من الملينات أمثلة عدة نذكر منها:
* نبات السنامكي (Senna): يحتوي السنامكي على عدد من السينوزيدات (Sennosides)، وهي مواد تهيج بطانة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى تأثير ملين، ويتوافر في الصيدليات بأشكال عدة: حبوب، شراب، أقراص قابلة للمضغ، بودرة، حبيبات ترش فوق الطعام أو تخلط مع العصير أو الحليب، تحاميل شرجية. يجب عدم استخدام السنامكي عند الأشخاص الذين يعانون من آلام في البطن، انسداد في الأمعاء، داء كرون، التهاب القولون التقرحي، أو التهاب الزائدة الدودية.
كما ويجب تجنب استخدام السنا لفترات طويلة؛ لأنه يؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في وظيفة القلب وجعل أمراض القلب تزداد سوءاً، كما ويجب على المريض إخبار الطبيب أو الصيدلاني في حال استخدامه لأدوية مثل الديجوكسين Digoxin أو مدرات البول كالفوريسميد Furosemide  أو الكلوروثيازيد Chlorotiazide، أيضا فإن استخدام السنا مع عرق السوس Licorice قد يؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم.
* الغليسرين Glycerin: تعمل تحاميل الغليسرين كملين منبه لغشاء المستقيم، وهي سريعة المفعول حيث تستغرق من ربع إلى نصف ساعة، وهي آمنة للاستخدام عند المرأة الحامل، كما توجد بأحجام مناسبة للأطفال.
* الملينات المطرية (Emollient Laxatives): تعمل على زيادة الماء والاحتفاظ به في البراز لتليينه، ومن الأمثلة على هذا النوع من الملينات الدوكوسات Docusates، والتي تستخدم عادة في منع حدوث الإمساك أكثر من استخدامها كعلاج للإمساك، وذلك بعد إجراء العمليات الجراحية أو الإصابة بنوبة قلبية، يجب عليك إخبار الطبيب أو الصيدلاني في حال كنت تتناول الزيت المعدني، لوجود تداخل بينهما.
إرشادات وتوصيات
– يجب عدم استخدام الملينات لفترات طويلة وبجرعات كبيرة.
– يجب تناول الملينات مع كميات كبيرة من الماء.
– ينصح بعدم إعطاء الملينات للأطفال تحت عمر 6 سنوات، فعادة يتم حل المشكلة بمجرد تغيير النظام الغذائي للطفل، كما يمكن عمل تمرينات للطفل من خلال ثني ركبتيه ورفعهما إلى صدره.
– يجب استخدام الملينات فقط تحت إشراف الطبيب والصيدلاني، في الحالات الآتية: مرضى القلب، والكلى، والسكري، ومن يعاني من صعوبة في البلع، وكبار السن، والمرأة الحامل.
– يجب على المريض إخبار الطبيب والصيدلاني عن أي مكملات غذائية أو علاجات بديلة يستخدمها، لضمان الرعاية المتكاملة والآمنة.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من الإمساك، فعليك الإسراع في زيارة الطبيب في الحالات الآتية:
– إذا تم تعديل نمط الحياة اليومي كإدخال الألياف إلى الوجبات الغذائية، وممارسة الرياضة مع استمرار الإمساك.
– إذا حدث تغيير مفاجئ في حركة الأمعاء الطبيعية والمعتادة لديك.
– إذا كنت تعاني من ألم شديد مع حركات الأمعاء.
– إذا تواجدت العلامات الآتية: فقدان مفاجئ في الوزن، وجود دم في البراز، وحمى، وفقدان الشهية، والاستفراغ.
– يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية بدءاً من عادات المريض الصحية، والأدوية التي يتناولها، وأي أعراض جسمية أو نفسية أخرى يشعر بها. وفي بعض الأحيان يتم طلب إجراء بعض الفحوصات الطبية لاختلالات الغدد الصماء أو الأملاح التي تسبب الإمساك.
– قد يلجأ الطبيب إلى عمل تنظير للقولون في حال تجربة ما تم ذكره سابقاً مع عدم تحسن المريض، أو في حال وجود علامات الإنذار؛ كالأنيميا، والبراز الدموي، وفقدان مفاجئ في الوزن، والإمساك الحديث لمريض أكبر من 50 سنة، وتاريخ عائلي لسرطان القولون.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى