سوار للذاكرة..

مقال الثلاثاء 24-5-2016
سوار للذاكرة..
في الجائزة العربية للصحافة التي انعقدت مؤخراً في دبي ،ابتكر القائمون على الجائزة فكرة رائعة ورائدة مستفيدين من وجود ألاف الضيوف الذي كانوا يتنقلون في مركز دبي التجاري وقاعات المؤتمرات بأن طلبوا من كل زائر أن يرتدي “سواراً” اليكترونياً في معصمه ويمشي في المؤتمر ،حيث ستتبرع حكومة دبي او أحد مسؤوليها – لا أذكر- ما قيمته 100 دولار مقابل كل كيلو متر يقطع مشياً من قبل كل زائر حيث ستذهب هذه التبرعات إلى أطفال العالم الفقراء والتي تشهد مناطقهم صراعات طائفية وعرقية.
كانت تستطيع حكومة دبي أن تقوم بذلك بصمت لكنها آثرت مشاركة ألاف الحاضرين ليشعروا بقيمة الرسالة..دعوني التقط الفكرة وأقوم “بأردنتها” وتطبيقها محلياً …ماذا لو تم وضع “سوار اليكتروني” في معصم كل مسؤول يسافر من بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة دون أن يأخذ قسطاً من الراحة في وطنه، ماذا لو احتسب دولاراً واحداً عن كل ألف قدم يقطعها جواً وبحراً وبراً وجمع هذه المبالغ لإصلاح الطريق الصحراوي الذي يحصد مئات الأرواح سنوياً ..ماذا لو تم اقتطاع 10% من المخصصات المفتوحة للمسؤولين وزوجاتهم أثناء رحلاتهم في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الصفراء ..لو تم اقتطاع 10% من مشتريات المكياج والهدايا والمجوهرات والشوكلاته والعطور والسيارات وأغلفة المجلات والفساتين المُفستنة وتم اصلاح الطريق الدولي الذي يمرّ عليه ألاف المغتربين والمعتمرين والمسافرين من أبناء هذا الوطن والعالم … لو تم اقتطاع هذه النسبة من سوار يعلق في معصم من أقسم أن يخدم هذه الأمة وأن يحافظ على الدستور..لما فجعت مع صباح كل يوم أسرة أردنية بأبنائها المارين نحو لقمة العيش…لو تم اقتطاع 10% فقط من رفاهيتكم لترقيع “حاجتنا” لما فسدت نزهتكم…ولحفظنا أرواحنا.. لو تدركون كم مأساة، كم يتيم، كم أم موجوعة ، كم أب مفجوع، كم قصة ما زالت مفتوحة على الدموع أورثها سوء الطريق الصحراوي ..لأدركتم عمق الهوة بين العيشين..
ما فائدة أن نقوم بتحسين العلاقات مع كل العالم…اذا لم نستطع تحسين الشارع الذي يموت عليه الشعب كل يوم…نريد أن ترتدوا “سواراً” ، مجرد سوار بلاستيكي حتى لو لم يكن اليكترونيا ، حتى لو لم تتبرعوا …المهم ان تروه فتتذكروا شعبكم كلما نظرتم إلى موعد إقلاع الطائرة.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. قطع الاعناق ولا قطع الارزاق يا استاذ … يعني هيك الجماعة مياوماتهم وبدل سفرياتهم ونغنغاتهم ومشترياتهم راح تتأثر .. وبالتالي بتبطل توفي معهم الا اذا تم رفع البدل بقرار حكومي عالحارك .. وبهيك مطرح ما عطس شنقوه …وكلّه من جيبتنا ..؟
    بس بتعرف استاذ … بعرف وزير ما بقعد بالبلد .. النسبة المقتطعة منه بنزبط فيها الصحراوي وطريق العمري وكل الطرق الزراعية وكل المطبات والحفر الموجودة بالمملكة … يا رب يسمعوك فيجيبوك

  2. ونكتب على جانب الطريق بمنحة كريمة من مسؤولينا محبي السفر وعلى الخلف من دهنه قليله

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى