ملتقى طلال أبو غزالة يحتضن توقيع باكورة إنتاج الكاتبة دلندا الحسن

سواليف _ وقعت الكاتبة دلندا الحسن يوم الأربعاء في ملتقى طلال ابو غزالة المعرفي روايتها “أحلام الأوركيدا”، الصادر عن دار “الآن ناشرون وموزعون”.
وشارك بحفل التوقيع د. مهـا قصـراوي، الشاعر مصطفـى الخشمــان، والأستاذة في الجامعة الأردنية د. شيوي شوانغ شين ( نهى) من الصين، وأداره الناشر والكاتب جعفـر العقيلـي.
ورأى المتحدثون بالحفل أن المؤلفة الحسن وظفت الاساطير والرموز والأمثلة في الرواية، وعملت على المقاربة بين ثقافتين العربية والصين، مبينين أن زهرة “الأوركيدا”، ترمز إلى الثقافة والفلسفة الصينية القديمة.
واعتبروا أن الرواية تكشف عن هشاشة الواقع وضعفه، الذي دفع ببعض الشباب إلى البحث عن ملاذ بعيد عن مجتمعهم لتحقيق طموحهم، هاربين من واقعهم.
وقال الشاعر الخشمان، إن معظم عناصر الرواية جاءت مكتملة من حيث لغة السرد التي تظهر موهبة وثقافة الكاتبة، إذ كان السرد منذ البداية وحتى النهاية يمتلك القارئ “يغريه بالمتابعة” من خلال الانتقال السريع عند بناء وتركيب الجمل اللغوية بلغة شفافة.
وبين، أن الكاتبة كانت بارعة في الوصول الى الحوادث الصغيرة والدخول الى الزوايا المعتمة وتفكيك الصورة الكلية الى جزيئاتها لمعرفة ما خلف الكواليس بعين رسام يترك مساحة واسعة لذهن الناظر او المتلقي توظيف الاساطير والرموز والأمثلة وهذه من العناصر المهمة في الرواية. ورأى الخشمان أن الحسن توظف التراث من خلال اللهجة المحكية وذلك في الحوار وليس السرد وخاصة في الفقرات التي جاءت على السنة الأميين كذلك اغاني جدتها الشعبية والطب الشعبي والأكلات الشعبية “أقراص الزعتر”.
من جهتها، قالت د. نهى إن زهرة “الأوركيدا”، لم تكن رمز الثقافة والفلسفة الصينية القديمة فقط، بل تحمل قصة ضمنية صامتة مؤلمة تاريخية لبلاد الشام أيام الاستعمار، تم استعمال الطريقة الرومانسية والخيالية، في الرواية حيث أصبحت البطلة زهرة الأوركيدا، ومن عيونها ترى الماضي والمستقبل لكي تعيش في الحاضر من جديد بكل شجاعة وإصرار، فضلا عن تأثير الثقافة والفلسفة الصينية. واعتبرت أن دمج اللغة العربية الفصحى مع العامية الأردنية جعل الأدب ملموساً وحيوياً أكثر للجيل الجديد مع محافظة على جمال اللغة العربية الفصحى، مشيرة إلى كمية القصص والأساطير الشعبية الشامية والصينية، مما جعلها نموذجا للتقرب الثقافي حيث نستطيع رؤية النقاط المشتركة في الثقافتين عن طريق المقارنة.
وخلصت إلى أن هذه الرواية تحمل أهمية كبيرة في التبادل الثقافي إذ أنها تعتبر محاولة جميلة للتقرب الثقافي بين الصين والأردن.
بدورها، قالت د. القصراوي، إن الكاتبة الحسن تدخلنا في عوالم وثقافات تنم عن مرجعية ثقافية تمتلكها، وتكشف عن هشاشة الواقع وضعفه، الذي دفع ببعض الشباب إلى البحث عن ملاذ بعيد عن مجتمعهم لتحقيق طموحهم، والبعض الآخر يبحث عن علاج لأمراضه النفسية والاجتماعية والجسدية في بلاد بعيدة هاربين من واقعهم.
وتحدثت القصراوي عن عتبة النص ومفتاحه، فالأوركيدا هي الزهرة التي تنمو في كل الأمكنة، ويمكن لها أن تعيش وتنفح عبيرها أينما وجدت. وقد تماهت بطلة الرواية مع هذه الزهرة حد التوحد من خلال الاستهلال الشعري الذي بدأت به فهذه الزهرة هي مفتاح النص للولوج إلى عالم الشخصيات وحركتها في الزمان والمكان. واضافت أن الرواية تستهل بحلم ترى فيه البطلة سفينة فيكتوريا البريطانية تقترب من جزيرة امتلأت بزهرة الأوركيدا، وعلى متن السفينة تكومت مجموعات بشرية من الأصقاع كافة، وبينهم الجد أحمد؛ هذا الفلسطيني الذي انتزع من عائلته وقريته وأرضه في فلسطين أيام الانتداب البريطاني ليقوم مع هذه المجموعات البشرية بجمع الأوركيدا، ولم يعد الجد إلى بيته وأرضه وأهله، ودفن جسده في هذه الجزيرة، لكن شيرين وهي من أحفاده تراه في منامها في وادي الأوركيدا، وهي تتماهى مع الزهرة.
وتتبع الرواية مسيرته البطلة، بحسب القصراوي، التي ذهبت إلى الصين تبحث عن مخرج تجد نفسها فيه بعد الذي أصابها، تحاول ترميم ذاتها وجسدها، وتكتشف بعد تجربة أنها الغريبة في المكان البعيد رغم جماله، تبقى علاقة صماء خالية من الحياة، وأيقنت أن مكانها حيث جبل اللويبدة والجدة والخالة والأصدقاء.
وبعد ذلك، قرأت الحسن نص نثري في مقطع منه تقول :”” تمتلئ به وسائد الموتى لينثروه علينا ليوقظوا الغفلة من قلوبنا/الثلج بوابة الذكرى لهم/ندف رقيق في هبوطه/يكلل الأرض ببساط كبير يتسع للجميع/أحمل قدمي في حذائي الثقيل أدفعهما بين الثلوج بإصرار/اتحسس دائماً أرواح من رحلوا عنا مع نزول الثلج”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى