صراعات وتحالفات ضد الذات

#صراعات وتحالفات ضد الذات / يوسف #غيشان

ترنو بعينيك الى دائرة البروج في السماء، فترى النجوم بعيدة بعيدة لملايين السنوات الضوئية، فتدرك حسيّا بأن هذه النجوم كبيرة وعملاقة، وبعضها أكبر من أرضنا ومن شمسنا بملايين المرات، لكنها تبدو صغيرة، لأنها بعيدة.

تنظر الى العصا الممدودة داخل الماء الراكد، فتراها مكسورة، فلا تصاب بالدهشة، ولا تعتقد بأن الماء كسرها بهذه السهولة، بل تدرك حسيا بأن الذي انكسر هو ظل العصا، لكن العصا ما تزال مستقيمة كما هي.

تبحلق من موقعك في شباك الباص أو القطار الى أعمدة الهاتف والكهرباء والأشجار، فتراها تتحرك، فلا تصاب بالخيبة الفيزيائية، لكنك تدرك حسيا، بأنك أنت الذي تنطلق بهذه السرعة مع القطار، بينما المناظر حولك ثابتة.

مقالات ذات صلة

في عالمنا العربي المتمغط وهو يشخر بين قارتين وعدة صحاري…ترنو وتنظر وتبحلق وتشاهد وترى، فتدرك حسيا بأن الزمن يتجاوزنا بسرعة الصوت، وبأننا ما نزال نتصارع طائفيا وإقليميا ومناطقيا ودينيا أحيانا مثلما كانت أوروبا في العصور الوسطى، نتحالف مع الأعداء ضد بعضنا البعض، ومع الشيطان ضد أنفسنا، ومع أنفسنا ضد أنفسنا.

وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى