صداع الاستقالات في حكومة الخصاونة هل سيصل الى العدوى..؟

صداع الاستقالات في حكومة الخصاونة هل سيصل الى العدوى..؟
ا.د حسين محادين
(1 )
تاريخياً واستنادا الى اطروحات علم اجتماع السياسة ؛ فأن ثقافة الاستقالة الطوعية في الحكومات الاردنية سواء فشل الوزير/المسؤول مثلا او أُفشِل ليست من اعرافنا السياسية، لابل ان بعض الحكومات برمتها وكفريق لم تنجح احيانا في تحقيق الحد الادنى من العناوين الموجهة لها في كتُب التكلف السامية
المتعاقبة كعُرف دستوري اردني وسياسي مستقر وهذا حالة أولى، اما الحالة الثانية فهي ان الشارع الاردني عموما لم يقتنع بتشكيل او اداء بعض الحكومات ايضا،وهاتان الحالتان اللتان تتغير عبرهما وبسببهما الحكومات اردنيا.
(2)
اما الحالة الثالثة الواجب الوقوف على رصدها وتحليلها فهي التي تتجلى بقيام الملك بحل واستبدال بعض هذه الحكومات، ولعل مبررها الرئيس هو إستياء الشارع الاردني بمختلف شرائحه من اداء الحكومة في ظل تسارع التغييرات القوية التي نجمت عن فوز الرئيس الامريكي بايدن وتوتر الاوضاع في الاقليم عموما ،دون ان يغيب عن البال حراكات هذا الشارع المتدرجة الضاغطة والاي سارعت جميعا وبنسب في انهاء اعمار مثل هذه الحكومات، وبالتالي تغييرها منذ عام1989 حكومة زيد الرفاعي، وعقبها 1994، وما ان جاء الربيع العربي حتى ازداد ضغط الشارع بالضد من حكومة د. عبد الله النسور، واستمر في ظل حكومة د. الملقي .و كذلك حكومةد.الرزار.
(4)
ان ابرز ما واجهته حكومة د.بشر الخصاوانة هو صداع الاستقالات على مستوى وزراء من الجنوب فكانت استقالة توفيق الحلالمة كوزير للداخلية عقب ظهور احدات استعراض البعض بالسلاح في محافظة معان والتباين في المواقف داخل الحكومة عن مصاحبات ونتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، وليس بعيدا عن اقالة الوزرين من اصل جنوبي بالمعنى الجغرافي هما المبيضين/الكرك والتلهوني/معان بالصورة الدرامية التي صاحبت اقالتهما، وهاهي استقالة المحلل الاعلامي والاقتصادي الوزير الخلافي فكرا وتوقيت للدكتور معن القطامين لتزيد من الدوار السياسي والاقتصادي والغموض المعرفي لدى المواطنيين والمتابعين للشأن العام المرافق لبنية وقرارات حكومة د.الخصاونة حاليا والتي غلب على تخصص طاقمها بأنهم “مهندسون” في ظل ازمة اقتصادية مستفحلة تجلت في زيادة منسوب الاستياء الشعبي من البِطالة والفقر والحضر في ثلاثية موجعة للحكومة وصناع القرار بمختلف مستوياتهم، ولا يجب ان يغيب عن رصد وتحليل المتابع الاكاديمي زيادة الاقاويل او حتى التهديدات الضمنية من بعض اعضاء الحكومة بالتوسع في هذا الحضر في توقيت خاطىء الا وهو اننا على ابواب رمضان وهذه مفارقة سياسية مؤلمة في الخطاب الحكومي وبصورة لافته لم يجد الشارع في الوقت ذاته من يُجيب على مبررات التعديل الوزاري الاخير ترابطا مع استقالة رئيس وبعض اعضاء لجنة الاوبئة في ظل ذهول الشارع الاردني من توصياتها وتبني الحكومة الحالية لبعض مقترحاتها، لاسيما العودة الى حضر الجمعة رغم النفي المتكرر له، واستمرار تبرم معظم الشرائح من غياب المصدر الاعلامي الغائب تقريبا عن تبيان مبرارات ما يجري من ارباك في المشهد الوطني العام والغائم نسبيا ، وهذا الفراغ الاعلامي والتوضيحي المفترض ان تقوده الحكومة باذرعها المختلفة قد تم ملؤه من مصادر ومتحدثين من خارج الحكومة والوطن الصابر والمترقب برمته تقدر بملايين الاردنيين وهذا سؤال مفتوح على التساؤل لماذا..؟.
اخيرا، لابد من خروج هذه الحكومة عن صمتها والعمل الجاد على توضيح مبرارات تسارع الاحداث والاستقالات امام شارع يتوق لاشباع رغبته بشرب الاخبار من داخل الوطن وليس من خارج مؤسياته الدستورية قبل ان تتحول مفاجأة الاستقالات الى عدوى قد يصعب محاصرتها بأجتهادي رصدا اكاديميا وتحليلا .

  • عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
    *عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى