صحيفة بريطانية: هل يطرح الاقتصاد خلافات الأردن وسوريا جانبا؟

سواليف

تطرقت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية لزيارة وزير الدفاع رئيس أركان الجيش السوري العماد علي أيوب للأردن في 9 سبتمبر، وقالت الصحيفة في تقرير أعده الزميل محمد العرسان ان هذه الزيارة هي مقدمة لزيارات مرتقبة لوزراء سوريين إلى المملكة التي لم تكن يوما على وفاق مع جارتها سوريا.

وقفت كل من عمان ودمشق تاريخيا على طرفي نقيض بعد أن دخلتا في تحالفات متضاربة، بين معسكرين إذ دخلت عمان في المعسكر الأمريكي بينما اختارت دمشق المعسكر الروسي.

أهمية الزيارة أنها تأتي بعد سنوات من القطيعة السياسية بين البلدين على خلفية موقف الأردن من الثورة السورية واتهام دمشق لعمان بتدريب وتسليح المقاتلين وتسهيل عبور الجهاديين، لتصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان في عام 2014.

تنسيق أمني
كما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، يأتي لقاء وزير الدفاع السوري مع رئيس هيئة الأركان الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي”لتنسيق الجهود لضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات”.

ويعتقد الخبير العسكري اللواء الأردني المتقاعد، مأمون أبو نوار، إن زيارة وزير الدفاع السوري للأردن ” ستزيد من أمن الحدود بعد أن بات الجيش السوري يسيطر على المنطقة الجنوبية من سوريا القريبة من الحدود الأردنية”.

عانت الأردن من إغلاق متكرر للحدود وحوادث أمنية تسببت إغلاق الحدود مع سوريا، وانتشار الجماعات المسلحة في الجنوب السوري وعلى معبر جابر- نصيب، الذي تداول على السيطرة عليه منذ عام 2015 مجموعات مسلحة مختلفة، حتى سيطر النظام الشهر الحالي بالكامل على كامل الحدود مع الأردن، من خلال اتفاق مع أهالي درعا نجم عنه تسليم سلاحهم.

يقول ابو نوار لـ”ميدل إيست آي”،هناك تنسيق أردني سوري لمحاولة مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات والأسلحة ولأهم شيء عدم نقل الفوضى في سوريا لداخل الأردن من خلال تلقي المملكة ضمانات بإبعاد الميليشيات الايرانية عن الحدود لفتح المعابر بعد أن حصل الاردن على استثناءات امريكية من قانون قيصر الذي يفرض عقوبات تجارية على سوريا”.

تحول في الموقف الاردني
تأتي هذه الزيارة على وقع تحسن العلاقات وتحول الموقف الأردني تجاه النظام في سوريا كان الملك عبد الله الثاني، قال في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عام 2017، يدعو ضمنيا إلى تنحي بشار الأسد، قائلا؛ إن “المنطق يقتضي بأن شخصا ارتبط بسفك دماء شعبه، من الأرجح أن يخرج من المشهد”.

إلا أن الملك عبدالله الثاني، عاد وقال في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأمريكية تموز/يوليو الماضي؛ إن بشار الأسد ونظامه باقيان في سوريا لأمد طويل، داعيا إلى حوار منسق مع السلطات في دمشق.

بينما كشف رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة في 19\أغسطس عن دور أردني مصري لإعادة دمج النظام السوري في جامعة الدول العربية وإعادة مقعد سوريا، قائلا في مقابلة لصحيفة إندبندنت عربية: “الأردن مهتم مع جمهورية مصر العربية، وبعض الدول الشقيقة، بأن تعود سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”.

هذا الأمر يقرأه المحلل والكاتب الأردني مالك العثامنة في سياق “المصالح المشتركة”، يقول لـ”ميدل إيست آي”، “هذا التقارب بين البلدين يأتي بسبب تقاطع المصالح، منذ زيارة الملك عبد الله الاخيرة للبيت الأبيض طرح الملف السوري واللبناني، وتفهمت واشنطن موقف الأردن من ضرورة اتباع تغيير سلوك النظام السوري بدلا من تغيير النظام نفسه واستثناء عمان من قانون قيصر، المنفذ الوحيد لإنعاش لبنان هي عبر الأردن وسوريا كدخول بضائع ومد خط الكهرباء ضمن تسويات إقليمية”.

زيارات مرتقبة لبحث ملفات اقتصادية

وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني صخر دودين كشف في لقاء مغلق مع مقدمي البرامج الاذاعية الخميس الماضي “، عن “لقاءات ستضم وزراء سوريين وأردنيين في العاصمة عمان الأسابيع المقبلة لبحث ملفات اقتصادية بين البلدين”.

حسب دودين “لقاء المرتقب الوزراء سيكون في العاصمة عمان لبحث ملفات اقتصادية في مجال الطاقة والمياه والزراعة، ضمن الخطط الحكومية التي تعمل عليها خلال المرحلة المقبلة للربط مع دول الجوار من خلال عقد مشاريع اقتصادية تنموية”.

وتأتي تصريحات الحكومة الأردنية عقب اجتماع عُقد في العاصمة عمان، في 8 أيلول/ سبتمبر الحالي لوزراء الطاقة في مصر، وسوريا، ولبنان؛ لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

الرئيس السابق للجمعية الأردنية للعلوم السياسية، أستاذ العلوم السياسية، د.خالد الشنيكات يرى ان ” الأردن وأمريكا باتا يدركا بالاعتماد على السياسة الواقعية أن مسألة تغيير النظام السوري مسألة تجاوزها الزمن، ولم تعد مطروحة بعد سيطرة النظام على كل سوريا”.

يقول لـ “ميدل إيست آي” الأردن بالاضافة الى دول غربية ترى أن الاستقرار في سوريا أولوية على وجود جماعات مسلحة قد تثير النزاع، كما ان الأردن بعد زيارة الملك حصل استثناءات من قانون قيصر وإعادة العلاقات الاقتصادية مع دمشق والتنسيق الأمني لمواجهة داعش وهذا كان واضحا من خلال زيارة وزير الدفاع السوري لعمان”.

وتضرر الأردن الذي يستضيف 1.300 مليون لاجئ سوري من تعثر التجارة مع سوريا واغلاق الحدود وتراجع الميزان التجاري بين الأردن وسوريا بسبب الحرب، بعد أن كان حجم التبادل التجاري يقدر بين البلدين في عام 2010 نحو 615 مليون دولار.

وتظهر أرقام دائرة الإحصاءات الأردنية لسنة 2020 تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 94 مليون دولارحيث بلغت الصادرات الأردنية إلى سوريا العام الماضي حوالي 49 مليون دولار فيما المستوردات بلغت حوالي 45 مليون دولار.

لمطالعة التقرير الأصلي اضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى