“أصل الإحساس” جديد آمال ماهر

سواليف _ أطلقت الفنانة المصرية آمال ماهر ألبوماً غنائياً جديداً بعنوان “أصل الإحساس” مع بداية العام الحالي. سرعان ما تمكّن العمل من أن يكون الحدث الموسيقي الأبرز على المستوى العربي في السنة الجديدة، بسبب الإشادات التي لاقاها من فنانين عرب يتمتعون بنجومية كبيرة، أمثال سميرة سعيد، والمقارنات التي عُقدت على السوشيال ميديا ما بين ألبوم ماهر وألبومات أخرى نجحت العام الماضي، كألبوم “نساي” لشيرين.

أيضاً، بسبب ما أثير حول الإصدار من جدل، قبل ظهوره وبعده؛ فقبل انتشار الألبوم، شاع كثير من الأخبار التي تتعلق بخلافات كبيرة ما بين آمال ماهر وتركي آل الشيخ، وصلت إلى حد التعدي الجسدي وتأثير التدخل الأمني على عمل ماهر الفني، ولكن إصدار الألبوم زاد من حدة الجدل، بسبب تعاون ماهر مع آل الشيخ فنياً بثلاث أغان وهي: “غاب”، و”اديني فرصة” و”أجمل حب”.

وعلى الرغم من أن آمال ماهر بدأت بالغناء قبل ما يقارب 20 سنة، وأطلقت ألبومها الأول قبل 13 سنة، إلا أن “أصل الإحساس” هو الألبوم الرابع في مسيرتها فقط، وهو جاء بعد انقطاع دام لمدة أربعة أعوام، وبعد تأجيل وطول انتظار. ومن الملفت للنظر أن جميع ألبومات ماهر تم طرحها بعد ظروف مشابهة للظرف الذي طُرح فيه الألبوم الأخير، فهي جميعها تم تأخيرها بعد الإعلان عن مواعيد طرحها، فجرى تأجيل ألبوم “أعرف منين”، بسبب اندلاع ثورة 25 يناير، وأحداث سياسية متتالية ما بين 2010 و2011.

وبالنسبة لألبوم “أصل الإحساس”، فهو يضم 16 أغنية، تعاونت فيها ماهر مع نخبة من الشعراء والملحنين، أمثال: طارق مدكور، عمرو مصطفى، خالد تاج الدين، خالد عز، وغيرهم. من الممكن أن نقسم العمل من حيث المستوى إلى قسمين: الأول هو أغنية “غاب”، التي تقدم ماهر نفسها من خلالها بصورة جديدة ومشرقة تختلف عن كل ما قدمته على امتداد مسيرتها.

وأما القسم الآخر فيتكون من خمس عشرة أغنية، تمر من دون أن تترك أثرا يُذكر، فهي ليست رديئة بالتأكيد، ولكن ليس فيها أي شيء يميزها، لا على مستوى الكلمات ولا على مستوى الأداء، الذي يبدو في الكثير من الأحيان عائقاً أمام كل المحاولات المبذولة للتجديد الموسيقي.

فهذه الأغاني الخمس عشرة تبدو جميعها متشابهة بسبب الأداء المونوتوني الرتيب، الذي لا يراعي أي اختلاف في الألوان الموسيقية والإيقاعات المختلفة التي يضمها الألبوم؛ ولكن في الوقت ذاته، فإن صوت آمال ماهر وخامته الفريدة هو أكثر ما يميز الألبوم، وهو العنصر الوحيد الذي يستحق الإشادة ويتفق الجميع على قيمته الفنية، رغم عدم تطويع ماهر صوتها في خدمة التوزيعات الموسيقية الجريئة التي يقدمها طارق مدكور في الألبوم، إلا في أغنية “غاب”، التي تقدم فيها أداء استثنائيا.

لكن أكثر ما يفتقده ألبوم “أصل الإحساس” هو لون الأغنية الطربية، الذي اشتهرت آمال ماهر به؛ فالفنانة التي تميزت في بداية مسيرتها بأداء أغاني أم كلثوم ونجاة الصغيرة، ينتظر الجمهور منها دائماً أغاني بنكهة طربية تلائم ذائقة محبيها الفنية؛ فحتى اليوم لا تزال أغنية “سكن الليل” أكثر أغانيها شعبيةً. وما يزيد من الأمر غرابة هو أن الألبوم يبدو وكأنه يمثل قطيعة مع الموسيقى العربية على حساب أنماط من الموسيقى الغربية بالعموم، كالموسيقى الكلاسيكية والفلامنكو الإسباني، ومع ذلك تجد ماهر مصرة على الاستعراض الصوتي والإكثار من العِرب بمساحات ضيقة غير قادرة على إبراز جمالية صوتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى