الشاب الاردني..واحلامه ! / ورد احمد خالد العجلوني

الشاب الاردني..واحلامه !

الشباب الاردنيين معظمهم ان لم يكونوا جميعهم يملكون احلام ويضعون اهداف في طريقهم ويسعون لتحقيها ولكن النسبة الكبيرة التي تكاد ان تصل الى 90% منهم لا يحققون هذه الاحلام وتبقى ضائعة في عقولهم الكبيرة , ولكن لماذا ؟ ما السبب ؟ ما هذا الشيء الذي يمنعهم من تحقيق ما يريدون !
هو ليس بشيء ولا بسبب واحد انما عدة اسباب , فعلى الرغم من وعي الشباب ووجود عقول نيرة ورائعة , انما احلامهم دائما ضائعة , قرارتهم دائما جبانة جدا ! لا احد منهم يقدر على التغيير , لا احد منهم يقدم على تغيير النمط الذي يعيش عليه ابيه وعمه وابن خاله وجاره ! وان فكروا بذلك فهم يبقونه مجرد تفكير غير قابل للتطبيق ! جميعنا ماضون بنفس الطريق ونفس الاسلوب على الرغم من الاختلافات انما تكون اختلافات بسيطة لا تغير في هذا النمط “الروتيني” الممل. الجميع يملك هذه الافكار التي تنعش البلاد وتطورها وتجلعه منها شخصا كبيرا ذا شأن وتجعله شخصا معروفا ومميز , الا ان التطبيق لهذه الافكار غير موجود. فالعادات والتقاليد تحكمنا والحياة المجتمعية تحكمنا وافكار الاهل تحكمنا واوهام الفشل وافكاره تحكمنا , فيبقى الشخص يمضي في طريق سهلة بعيدة عن المخاطر وبعيدة عن التغيير , يمضي في طريق بعيدة عن التميز تشابه طرق الاخرين بل هي نفسها , نفس الطرق ونفس الحياة يتبعها المعظم من الشعب. لماذا نخاف هذا الخوف من التغير والتغيير ؟ , لماذا لا نحاول ايجاد اساليب جديدة لعيش الحياة ؟ لماذا نتبع نفس النمط الذي اتبعه اباؤنا واجدادنا ؟
اتباع معظمنا لنفس النمط ونفس اساليب الحياة جعلنا ننشىء نسخا فقط , نسخا لا تملك الابداع , لا تملك الابتكار , لا تحتوي على خيال واسع وكبير ننطلق منه , بل عندما نجد شخصا يمتلك خياليا كبيرا وتفكيرا مختلف نقتل هذا الخيال ونبعده عنه بطرق مباشرة وغير مباشرة , فقط لاننا نخاف من الفشل والخسارة !
لايوجد تغيير دون خسارة اولى وثانية وثالثة وربما الخسارة الالف , لايوجد تقدم وتطور دون وقوع وتخلف في البداية ! جميعنا نريد النجاح في المدرسة دون الدراسة , النجاح في العمل دون التعب والجهد , الحصول على المال مباشرة دون الخسارة , نحن نريد نجاحا خاليا من الفشل ومن التعب ومن بذل الجهد الكبير وهذا ما يجعلنا لا ننجح ! هذا ما يجعلنا ننتمي لما يسمى بدول العالم الثالث.
الم نمل من هذا “الروتين” ؟ الا نتالم من الحياة المشابهة للاخرين دون اختلاف ؟ الم نمل من التخلف والرجوع للوراء ؟ الم نكتفي من الخسائر دون نتيجة ؟ الى متى سيبقى الشباب محبطا ؟ الى متى سيبقى مكتوف الايدي لا ينشىء ولا يطور ولا يبتكر ؟
ان علينا جميعا التفكير في النجاح بخلق افكار جديدة ومميزة , علينا جميعا تغيير هذا النمط القاتل , الذي يقتلنا ببطء ويؤلمنا اكثر كلما تقدمنا بالعمر , علينا الجميع المضي بثورة ! ليست ثورة على الحكومة وعلى السياسة ولا على البلاد التي لن تعطينا سوى فشل وتخلف اكثر واكثر , نحن نحتاج لثورة على انفسنا ثورة على افكارنا على حياتنا , لسنا بحاجة الا لثورة فكرية. علينا تجربة ما هو جديد وغير موجود , تجربة اساليب جديدة للعيش وللحياة , علينا بترك الخوف والاوهام والبدء بالمحاولة , فمحاولة تلو محاولة وتجربة تلو تجربة ستجعلنا نصل الى ايجاد ما نريد , الى التغير والتقدم والتطور والابداع , على الاقل للاجيال القادمة , التي تملك كل اساليب الابداع من تكنلوجيا واقتصاد وسياسة حديثة. علينا تربية ابناءنا و تعليم اخواننا واصدقائنا بان يفكروا ويجربوا , ان يبحثوا ويدرسوا للوصول الى الجديد والابداع , علينا ابعاد الخوف من الفشل والخسارة والضياع عنهم , فلكل مشكلة حل , وان فشلو فهناك حل , وان خسروا فهناك حل , وان ضاعوا فهناك حل وطريقة للعودة من جديد الى طريق التفكير والابداع , فتاكدوا باننا لن ننجح ان لم نفشل وان لم نضع في البداية.
في النهاية اريد بأن اقوال بأن كل ما اتمناه هو البدء بهذه الثورة التي لن تقدم لنا الى الخير والتجديد والتقدم نحو اجيال افضل وبلاد افضل وبشرية اروع واجمل.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى