شركة “تأمين ألبان” تشرد عائلة فقيرة في جبل النظيف

سواليف
لم يكن مشهد شاحنة إحدى شركات الألبان الأردنية فوق منزل أسرة عفيفة بمنطقة جبل النظيف في عمان لغايات تصوير فيلم هندي أو “آكشن” أجنبي، بل كان الحدث حقيقة، عندما حطت تلك الشاحنة المسرعة في نزول شارع زيد بن الخطاب برحالها على سطح منزلها وحطمت غرفها وجدرانها وسور الحديقة.
فجأة، حولت هذه الحادثة حياة أسرة الأربعيني أحمد سالم إلى “كارثة” اجتماعية واقتصادية، بعد أن تصدعت جدران غرف منزله وصار سقفه على الأرض، وتناثرت الملابس وحقائب المدارس الجديدة.
ففي 28 من شهر آب (أغسطس) الماضي، دخلت هذه الأسرة في متاهات شركة تأمين تتعاقد معها شركة الألبان التي تملك الشاحنة، فيما أثبتت “كروكة” إدارة السير الأضرار التي لحقت بالمنزل ومحيطه.
وبعد مراجعة مستمرة لشركة التأمين واصطحاب الأوراق الثبوتية من عقد الإيجار و”كروكة” إدارة السير المركزية، طلبت الشركة من المستأجر أحمد، الاستعانة بمقاول لتقدير حجم الأضرار والتي بلغت حوالي 8 آلاف دينار، لكن شركة التأمين قدرت المبلغ بـ3200 دينار فقط.
وتحت سقف هذا المنزل المتواضع، تعيش أسرة مكونة من خمسة أفراد، بإيجار شهري قدره 80 دينارا عدا عن أثمان الماء والكهرباء.

“بدي أسلم البيت لصاحبه مثل ما كان حسب عقد الإيجار بيننا، والله لو معي مصاري ما بخلي شركة تأمين تنشف ريقي وتقهرني وتشرد أولادي الصغار”، بهذا الكلام يلخص المواطن أحمد معاناته، مضيفا، “حتى لا تبقى العائلة بالعراء وسط زخات المطر والبرد القارس ليلا، رضيت بمبلغ شركة التأمين التي أوقعتني في مطب آخر وهو أن تصدر الشيك المالي باسم المالك الأصلي للمنزل وهو مقيم خارج الأردن منذ أعوام ولن يتمكن من صرف المبلغ شخصيا”.
وباءت جهود المواطن أحمد وزوجته علا بالفشل بإقناع شركة التأمين بتصليح المنزل قبل الشتاء، لا سيما أن المنزل قد ينهار فوق رؤوسهم في أي لحظة، وخياراتهم بالرحيل إلى منزل آخر محدودة بسبب الوضع المادي.
وبالعودة إلى الحادثة، يقول أحمد “الحمد لله لم يسفر ما جرى عن أي إصابات بشرية، فكان الأطفال يلعبون بالحارة، لكني كنت أظن أنهم توفوا تحت جدران المنزل، فالرعب دب في أوصالي عندما اتصل بي الجيران لإخباري أن شاحنة ضخمة وقعت على منزلي”.
ويعاني أحد أطفال العائلة الثلاثة وهو البكر (11 عاما) من مرض التوحد، حيث زاد وضعه سوءا بعد سماعه صوت انفجار مدو مصدره سقوط الشاحنة على المنزل، بحسب ما ذكرت زوجة المواطن أحمد، علا، لـ”الغد”، والتي ذكرت أيضا أنها تعمل ليل نهار في الخياطة لتساند زوجها عامل المياومة، وتساهم بسداد إيجار منزلهما وإطعام أولادهما.
وقالت بصوت متقطع ممزوج بالآهات والحسرات، “كنا نخاف من مداهمة السيول للمنزل في الشتاء، صرنا نخاف من السيارات والشاحنات تهور علينا وتخوف أولادنا”.
وبحسب الزوجة علا، “تنام العائلة منذ شهرين مثل المشردين في غرفة صغيرة وأحيانا بساحة المنزل في الهواء الطلق، نفرش الأرض ونغطي الأولاد بحرامات كلها تراب، فأنفض من على ملابسهم الغبار قبل ذهابهم للمدرسة وصدى سعالهم يظل يتردد في المكان”.

المصدر
الغد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى