شرق حلب قد يتحول لمقبرة ضخمة

سواليف – حذر مسؤول اممي رفيع المستوى امس من ان القسم الشرقي من مدينة حلب في شمال سوريا قد «يتحول الى مقبرة ضخمة» اذا لم تتوقف المعارك واستمر الحؤول دون ايصال المساعدات الانسانية الى السكان.

وقال مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين خلال جلسة طارئة لمجلس الامن، بطلب من فرنسا، ان 25 الف مدني فروا من شرق حلب منذ السبت باتجاه غرب مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية او مناطق اخرى مجاورة.

واشار اوبراين الى سقوط «عشرات القتلى في غارة جوية واحدة صباح امس»، بدون تقديم توضيحات موضحا انه بسبب عدم وجود سيارات اسعاف «نقل جرحى في عربات خضر».

وقال ايضا «لم تعد هناك حدود ولا خطوط حمر، وقواعد الحرب تنتهك بشكل منهجي في سوريا».

واشار الى ان الامم المتحدة جهزت كميات من الادوية والاغذية لامداد عشرات آلاف الاشخاص وشاحناتها مستعدة لدخول حلب.

وفر اكثر من خمسين الف شخص من مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب حيث الحصار والقصف والدمار وانقطاع شبه تام للكهرباء والانترنت، في وقت عقد مجلس الامن الدولي للية امس اجتماعا لبحث الوضع المتدهور في المدينة السورية.

وواصلت قوات النظام هجومها على الاحياء الشرقية بعد التقدم السريع الذي احرزته بسيطرتها منذ السبت على كامل القطاع الشمالي، وقتل امس 26 مدنيا على الاقل في شرق حلب وثمانية في غربها.

وغداة تحذير مسؤولة في الامم المتحدة من «انحدار بطيء نحو الجحيم» في شرق حلب مع تدهور الوضع الميداني، احصى المرصد السوري خلال اربعة ايام فرار خمسين ألف نازح من شرق حلب، بينهم عشرون ألفا الى الاحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وثلاثون ألفا الى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الاكراد.

وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم اكثر من 250 الفا يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه قوات النظام منذ تموز ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والادوية.

وقال مصور ان عائلات بأكملها وصلت الى حي جبل بدرو الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه الاحد، وانتظرت في ظل درجات حرارة منخفضة وصول حافلات نقلتهم الى الاحياء الغربية.

وظهر عدد كبير من الاطفال ورجال ونساء متقدمون في السن بعضهم يجرهم اقارب لهم على كراس متحركة او يحملونهم على حمالات.

وشوهد في الطريق الى قرية جبرين في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والتي تضم مركز اقامة مؤقت للنازحين، عشرات السكان في سيارات بيك اب تحت المطر مع اطفالهم وحقائبهم.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك امس»هؤلاء الذين يفرون هم في وضع يائس. كثيرون منهم فقدوا كل شيء ووصلوا من دون اي حقائب. انه لامر محزن جدا».

واوضح «اولويتنا حاليا هي مساعدة هؤلاء الاشخاص بأسرع ما يمكن».

وبعد سيطرتها على اكثر من ثلث الاحياء الشرقية منذ السبت، تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدمها باتجاه القطاع الجنوبي من هذه الاحياء، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدينة. وافاد المرصد بتقدمها امس داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة في موازاة استمرار الاشتباكات في حيي طريق الباب والشعار.

وقال مراسل صحفي في القطاع الجنوبي للاحياء الشرقية ان القصف المدفعي كان عنيفا امس مع تساقط القذائف «كالمطر».

وشاهد فتاة صغيرة ممددة على الرصيف، يدها مقطوعة واصيبت بشظية في راسها اثر سقوط قذيفة بالقرب منها، قبل ان يعمل شبان على نقلها على دراجة نارية.

وتسبب القصف المدفعي لقوات النظام امس على حي جب القبة الذي تسيطر عليه الفصائل، بمقتل 26 مدنيا بينهم سبعة اطفال، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري.

كما قتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان واصيب سبعة اشخاص بجروح نتيجة قذائف اطلقها مقاتلو المعارضة على غرب حلب، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا».

وذكر الدفاع المدني او «الخوذ البيضاء»، وهم متطوعو إنقاذ وناشطون في الاحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ان القصف المدفعي استهدف مدنيين نازحين في جب القبة كانوا هربوا من مناطق اخرى في الاحياء الشرقية.

ونشرت الجمعية صورا مروعة عقب القصف تظهر جثثا واشلاء متناثرة على طريق تحيط به ابنية مدمرة، بالاضافة الى حقائب واكياس متناثرة.

وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا ليلة امس بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور في شرق حلب، كما افادت مصادر دبلوماسية.

وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر ان «فرنسا وشركاءها لا يمكنهم البقاء صامتين ازاء ما يمكن ان يكون واحدة من اكبر المجازر بحق مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية».

وطالب نظيره البريطاني ماثيو رايكفورت موشكو بالضغط على دمشق للموافقة على خطة للامم المتحدة لاغاثة السكان واخلاء الجرحى، وقال ان المعارضة وافقت على الخطة.

وعلى هامش زيارة الى قبرص، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «ما يريد الجميع رؤيته في سوريا هو وقف المذابح خصوصا في حلب»، داعيا «نظام الاسد وحلفائه في روسيا (..) الى التفكير بما يمكنهم القيام به لاحلال السلام ووقف القصف ووقف قتل المدنيين الابرياء والذهاب الى طاولة المفاوضات».

من جهة اخرى التقى ممثلون لروسيا وفصائل سورية معارضة في انقرة لبحث هدنة في حلب، وفق ما افاد مصدر قريب من الفصائل السورية.

وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته ان «لقاءات عدة عقدت في انقرة لبحث سبل التوصل الى هدنة».

واضاف ان الاجتماع الاخير حصل الاثنين في العاصمة التركية من دون ان يحدد مستوى الممثلين الذين شاركوا فيه.

والفصائل السورية التي شاركت في هذه المحادثات مرتبطة بالائتلاف الوطني السوري المعارض ولا تشمل ارهابيي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا).

الى ذلك، التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الاربعاء في انقرة منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب.

بدوره طالب الائتلاف السوري المعارض امس الامم المتحدة باتخاذ خطوات «فورية» لوقف الهجوم «الوحشي» على المدنيين في مدينة حلب، متهما النظام السوري وحلفاءه بتحويل الاحياء الشرقية الى «تابوت حقيقي»، وفق ما اورد في رسالة وجهها الى المنظمة الدولية.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى