اللجنةُ العُليا للمشروعِ الوطنيِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ تُقرُّ خطةَ عملها

(الخبر معدل)… اللجنةُ العُليا للمشروعِ الوطنيِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ تُقرُّ خطةَ عملِها وآلياتِ تنفيذِها
اللجنةُ تدعو كافةَ فئاتِ المجتمعِ للتعاونِ معَها لحمايةِ لُغتِنا

عقدت اللجنةُ العُليا للمشروعِ الوطنيِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ (لغتي وطني وهُويتي) الذي يتبناه المركز الأردني للدراسات والمعلومات والمكونةُ من معالي الأستاذَ الدكتورَ العلامةَ ناصر الدين الأسد, ومعالي السيد عون خصاونة الرئيسِ الأسبقِ للديوانِ الملكيِ الهاشميِ عضوِ محكمةِ العدلِ الدوليةِ في لاهاي, ومعالي السيدة ليلى شرف مُساعدة رئيسِ مجلسِ الأعيان, الوزيرةِ السابقةِ للإعلامِ, ومعالي الدكتور زيد حمزة وزيرِ الصحةِ الأسبقِ ومعالي الدكتور منذر حدادين وزيرِ المياه الأسبق, وسماحة الدكتور عبد الناصر أبو البَصَل رئيسِ جامعةِ العلومِ الإسلاميةِ العالميةِ, والدكتور صلاح جرار الأستاذ في الجامعةِ الأردنيةِ, والسيد بلال حسن التل رئيسِ المركزِ الأردنيِ للدراسات والمعلوماتِ اجتماعَها الأولَ برئاسةِ الدكتور ناصرِ الدينِ الأسد حيثُ بحثت اللجنةُ مبرراتِ إطلاقِ المشروعِ الوطنيِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ, والمتمثلةِ بالمسؤوليةِ الوطنيةِ والقوميةِ والدينيةِ تجاه اللغةِ العربيةِ, لمواجهةِ ما تتعرضُ له اللغةُ العربيةُ من تهميشٍ يتجسدُ في حجمِ التراجعِ الذي أصابَ استعمالَها, ومكانتَها في المجتمعِ الأردني, وخاصةً من قبل نسبةٍ عاليةٍ من الشبابِ الأردني, وفي المرافقِ العامّة, في القطاعات الرسميِّ والأهليِّ والخاص. بالإضافةِ إلى تراجعِ مناهجِ تدريسِ اللغةِ العربيةِ في كلِّ مراحلِ التعليم. مما يُشكلُ خطراً كبيراً, على الهُوية الحضاريةِ للمجتمعِ الأردنيِ بكل مكوناتها الثقافيةِ والتاريخيةِ والاجتماعيةِ. وصولاً إلى تهديدِ النسيجِ الاجتماعيِ, ووحدتِه وتماسُكه وتهديدِ السلامِ الاجتماعيِ الوطنيِ, نتيجةً لتراجعِ استخدامِ اللغةِ العربيةِ في حياتِنا اليوميةِ, بالإضافةِ إلى انتشارِ حالةِ التغريبِ للمدنِ والشوارعِ الأردنية, والمتمثلةِ بكثرةِ أسماءِ المحلاتِ الأجنبيةِ, واللوحاتِ الإعلانيةِ المكتوبةِ باللغةِ الانجليزية, فوقَ المتاجرِ والشركاتِ, وفي الشوارع. بالإضافةِ إلى المطاعمِ والمقاهي والفنادقِ, التي تقصر قوائمَها على اللغة الانجليزيةِ, مع غيابِ اللغةِ العربيةِ عن هذه القوائمِ في معظمِ الأحوال.

بالإضافةِ إلى تغليبِ العاميةِ على الفصحى, خاصةً في وسائلِ الإعلامِ وكلِّ ما يشكّله ذلكَ من الخطرِ يهددُ الهويةَ الوطنيةَ والانتماءَ القوميَّ, والمنظومةَ الاجتماعيةَ والقيميةَ للأردن, وكلَّ ما تمثلُه اللغةُ العربيةُ.

واتفقَ أعضاءُ اللجنةِ على أنَّ اللغةَ هي الرابطةُ القوميةُ والوطنيةُ التي تجمعُ الناطقين بها, وبها يُعرفُ المرءُ ويعَرِف. فيقالُ فلانٌ عربيٌ, وفلانٌ فرنسيٌّ, وذاكَ صينيٌّ, وهذا انجليزيٌّ وذلكَ روسي.

كما أنَّ الدفاعَ عن اللغةِ العربيةِ, هو وسيلةٌ لبناءِ الاعتزازِ القوميِ والانتماءِ الحضاري للأفرادِ والجماعات. ولذلكَ فإنَّ كثيراً من الشعوبِ ترفضُ التحدثَ بغيرِ لغتِها اعتزازاً بها, وتعبيرا عن انتمائِها القوميِّ عبرَ تمسكِّها بلغتِها.

كما أكد أعضاءُ اللجنةِ على أن اللغةَ واحدةٌ من أهمِ المكوناتِ الأساسيةِ للاستقلالِ السياسيِ للأمة. من هنا يحرِصُ المستعمرُ والمحتلُّ, على خلعِ الشعوبِ التي تقعُ تحتَ سيطرتهِ. وفي نطاقِ نفوذهِ على أن يخلَعَها من لُغِتها, لتصبحَ لغتَه هي لغةُ التخاطبِ بين أبناءِ الشعبِ الذي يحتلُّ أرضَه. ولعلَّ أبرزَ الأمثلةِ على ذلك, محاولةُ “فرنسةِ” الجزائرِ. وجهودِ العدوِ الإسرائيلي في طمسِ معالمِ القدسِ على وجهِ التحديد, من خلالِ إطلاقِ مسمياتٍ عبريةٍ على هذه المعالمِ, مثلما تجري محاولةُ طمسِ هُويةِ مُدنِنِا عبرَ مؤثراتٍ بصريةٍ, تمثلها لوحاتُ المحالِّ التجاريةِ التي تُغرقُ أسواقَنا.

كما أكدوا على أن اللغةَ هي الأداةُ الرئيسيةُ لبناءِ أيِّ مشروعٍ حضاريٍّ لنهوضِ الأمة. وهو ما أدركه مبكراً روادُ الإصلاحِ والنهضةِ من أبناءِ أمتنا. فَسَعوْا إلى إحداثِ نهضةٍ لغويةٍ عربيةٍ, لتكونَ هذه النهضةُ, هي الرافعةُ لمشروعِ النهوضِ الكاملِ للأمة. وهو ما أدركَه المستعمرُ فتصرَّفَ على النقيضِ من ذلك, ساعياً إلى تدميرِ اللغةِ العربيةِ, وإبعادِ أبنائِها عنها, إبعاداً لهم عنِ الوسيلةِ التي تمكُّنهم من تأصيلِ وتوطينِ العلومِ, ونشر المعرفةِ في مجتمعِهم. مما يحولُ في النهايةِ دونَ وقوعِ تأصيلِ المعرفةِ وحدوثِ النهضةِ المنشودة.

وأكد أعضاءُ اللجنةِ على أنَّ اللغةَ هي الحافظةُ للهويةِ الوطنيةِ, لكلِّ شعبٍ وأمةٍ من أممِ الأرض. تحفظُ له ذاكرتَه التاريخيةَ, بكلِّ مكوناتِها الثقافيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعية. وأنَ اللغةَ أداةُ بناءِ العواطفِ والمشاعرِ والتعبيرِ عنها, وصولاً إلى تنشئتهِ على كلِّ القيمِ والمُثُل, وتربيتهِ على كلِّ العلائقِ الاجتماعيةِ لأبناءِ الشعبِ الواحد, كما انَّ اللغةَ هي أداةُ التنشئةِ الوطنيةِ, ورابطةُ المواطنةِ التي لا انفصامَ لها. وهي كذلك أداةُ بناءِ الذوقِ العام الذي يحكُم المجتمعَ ويميزُّه عن ما سواهُ من المجتمعاتِ والأمم. وهي بذلك كلِّه تكوِّن وجدانَ الأمةِ وعقلَها وروحَها, وبهذا, فإنَّ اللغةَ ليست مجردَ أداةٍ للتعبير, لكنّها أعمقُ من ذلك وأهمُّ, فهي فكرُ الأمةِ وأداةُ التعبيرِ عن هذا الفِكر, وهي رابطةٌ اجتماعيةٌ وثقافية. وهي أيضاً وسيلةُ بناءِ المواقفِ والقناعاتِ المشتركةِ لأبناءِ المجتمعِ في القضايا السياسيةِ, والاجتماعيةِ, والثقافية. بلْ وفي كلِّ مجالاتِ الحياة. وكلُّها مبرراتٌ تستدعي العملَ لإعادةِ اللغةِ العربيةِ إلى مكانِ الصدارةِ في المجتمعِ الأردني.

وخَلَصت اللجنةُ في اجتماعِها إلى أنَّ حالةَ التراجُع التي تمرُّ بها اللغةُ العربيةُ من حيثُ الاستخدامُ تستدعي هبّةً شعبيةً ورسميةً لإنقاذِ لغتِنا وهُويتِنا الوطنيةِ والقوميةِ. وهي مسؤوليةٌ تقعُ على كاهِلِ كلِّ مواطنٍ غيور.

وناقشت اللجنةُ العُليا للمشروعِ في اجتماعِها الأولِ مكوناتِ المشروعِ الوطنيِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ, وآلياتِ وخططِ تنفيذهِ, ومراحلِ هذا التنفيذ, مؤكدةً على أهميةِ تعاونِ جميعِ أبناءِ الوطنِ وفي طليعتِهم رجالُ الإعلامِ لتحقيقِ هذا المشروع.

———————

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى