.بالون "الفولة"

[review]
 

الاثنين 14-11-2011

 

في عطل المدارس ، كان يقوم أولاد الحارة عادة بتجارات صغيرة.. ترمس، نابت ،حلاوة "كريّزة" ، قموع آيمه، وغيرها. أما أكثر تلك التجارات شيوعاً ورواجاً فكانت: " سحبات البالونات" ، فهي نظيفة وخفيفة ،مربحة ولا مجال للكساد أو الخسارة  فيها ..والقصة ظاهرياً لها علاقة بالحظ، لكنها في الواقع انموذج طفولي "للنصب المحترف"…

مقالات ذات صلة

 

 

 

فــ"سحبة البالونات" عبارة عن كرتونة مستطيلة عليها 50 بالوناً..ترافقها ورقة منفصلة بيد الولد البائع يجعلك تختار الرقم السري منها ، ثم يخرج لك البالون الرابح الذي يحمل نفس الرقم على الكرتونة ..كل الأولاد كان يركضون وراء صبي السحبات "ألأقرع"  طامعين ان يربحوا البالون الأكبر "الفولة"..لكنهم في الواقع كانوا يعودون جميعاً الى بيوتهم يجرون أذيال الخيبة و"القشل" عندما ينفضون كل ما في حوزتهمم من قروش ..ليربحوا بالونات متناهية الصغر وفوق ذلك "بتنفّس".. اما بالون الفولة فيبقى وحيداً و"مدندلاً" من على الكرتونة ليبيعه الصبي "الأقرع" آخر النهار لدكانة كرمة العلي بخمسة قروش كاملة…

 

بعد ان مضى كل شيء..اكتشفنا كل شيء ، لقد كان ذلك الصبي يرفع قائمة الأرقام الى ضوء "اللمبة" ليعرف تحت أي رقم يقع "بالون الفولة" ثم يسحب الرقم من الورقة ويتلفه ..وبالتالي فلن يربحه احد ، ليبيعه مضاعفاً عن قيمته الحقيقة 5 مرات آخر النهار، وبعد ان مضى كل شيء اكتشفنا حجم غبائنا وغسيل دماغنا ، فكيف كنا ننفق  20 قرشاً أو اكثر في اليوم الواحد ونحن نجرّب حظنا المجرّب اصلاً..بينما يباع البالون "بشلن" عند كرمة العلي؟؟..

 

 لقد ضحك علينا ، الولد الأقرع "برنادرد فيبر"..صاحب مؤسسة مؤسسة (العالم المفتوح الجديد )  التي تنظم مسابقة العجائب العالمية الجديدة، وجعلنا نركض وراءه لنظفر ببالون"الأعجوبة" ..ونخسر كل ما في جيوبنا من أجل لقب تحدده مؤسسته غير المعترف بها دولياً اصلاً..ملايين الرسائل النصية القصيرة ، بوسترات، لوحات اعلانية ضخمة، حملات ترويجية هائلة لا نعرف أي جهة استفادت من ورائها ،ساعات بث أٌزهقت "بلا طعمة" في نقل مباشر للتصويت للبحر الميت  ..كل ذلك لنقنع انفسنا بان البحر الميت اعجوبة طبيعية..يعني لا تؤمنون بآية الله الراسخة بأنه اعجوبة طبيعية خالدة وتؤمنون فقط بشهادة "برنارد فيبر"؟؟..

ماذا لو سخّرت كل هذه الأموال المهدورة .. لتحسين وضع الشواطيء الشعبية والخدمات الاساسية هناك بعد ان ابتلعتها فنادق الخمس نجوم..ماذا لو استغل هذا الجهد الوطني بتنظيف وتوسيع المساحات العامة فيه..فالمكان ضيق جداً، بحيث يستطيع السابح او السائح أن  يعدّ بكل سهولة ويسر عدد الوحمات و الثآليل و ضربات الموس التي على ظهر شريكه في الشاطيء..

 

هل خاب ظنكم ان البحر الميت ليس من ضمن العجائب؟؟ دخلكو هاي البترا عجيبة ماذا فعلنا لها وماذا فعلت لنا؟

 

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى