لستُ من «ماسِنٍ»!؟. * حيدر محمود

… فاستبيحوا الذي تَسْتَبيحونَهُ، وانثروني على الأَرْصِفَةْ!

لن يطالِبَكُمْ بِدَمي أَحَدٌ، لن يُحارِبَكُمْ أَحَدٌ..

«فالصّعاليكُ» -قَبْلَ اكتشافِ دمي الاسودِ- اسْتَسْلَموا

للقبائِلِ .. واسْتَبْدَلوا الجَمْرَ، بالخَمْرِ، واخْتلفوا:

-أَيَّ قافيةٍ يَمْتَطونَ إلى «صاحبِ الأَمْرِ»،

«والخَيلُ والليلُ، والسيْفُ، والرُّمْحُ» هاجِعةٌ كُلُّها..

والمُروءاتُ مُسْتَنْكِفَةْ!

كانَ عُشْبُ يدي واحةً للقَطا،

يَتَفَيَّأُ في ظِلِّها الحُبُّ.. عُشْاً يُفَرِّخُ فيهِ اليَمامْ..

وعُروق يدي شمعةً في الظَّلامْ

تَنْثُرُ الدِّفْءَ في الطُّرُقاتِ،

وَتَمْسَحُ حُزْنَ العُيونِ التي لا تَنامْ!

… وأنا الآنَ أَشْرَبُ: نَخْبَ اكتشافِ دمي..

وأُسافِرُ في زَوْرَقٍ مِنْ غَمامْ!

تَرْتَديني المواويلُ: فَيْضاً مِنَ الشَّوْقِ،

يَحْمِلُني العِشْقُ سِرَبَ حَمامْ..

وَتُهَدْهِدُني لُغَتي «زَعْتَري الجَبَليُّ»،

بأَجْمَلِ ما عندها مِنْ كلامْ..

لُغتي، زَعْتري الجَبَليَّ أنا قادِمٌ

«أَتَأَبَّطُ شَرّي» لأَدْخلَ في رِئَتي الرّاعِفةْ

فامنحيني هواءَكَ، كَيْ أَتَنَفَّسَ،

للأرضِ رائِحةُ الموتِ، والناسُ كالجُثَثِ التَّالِفَةْ!

وامْنحيني سَماءَكَ أَهْرُبْ على ظَهْرِها،

«باشتعالِ القصيدةِ»، فَهْيَ إذا اشْتَعَلَتْ أَحْرَقَتْ..

وإذا أَزِفَتْ.. «ما لها كاشِفَةْ»!؟

أَيُّها الزَّعْتَرُ الجبليُّ الجميلُ:

لقد أَزِفَتْ باسْمِكَ الآزِفَةْ!

* ماسِنْ: بالسين لا بالزّين، دلالة على شيءٍ آخر، يتحكَّمُ المُنتَسِبونَ إليه بكل مقدرات العالم!!

الدستور

ف . ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى