ليس أمام قطر إلا المرونة / عمر عياصرة

ليس أمام قطر إلا المرونة

واضح ان الرياض لا تريد للعبة المكاسرة مع قطر ان تطول، وهذا يفسر موافقة العربية السعودية والدول المقاطعة معها تمديد مهلة انتظار الرد 48 ساعة اخرى، اي الى مساء اليوم، في محاولة لإنهاء الازمة وعدم السماح لها بالتحول الى حرب باردة.
تحجيم الدور القطري «تكسير مجاديفها» ليس هو الغاية النهائية للاستراتيجية السعودية المزمع تدشينها في المنطقة بعد قمة الرياض التي كانت كلفتها الاولية 460 مليار دولار اميركي.
هناك ملفات اخرى متعلقة بإيران واليمن والقضية الفلسطينية، وهذه كلها تجعل الرياض اكثر استعجالا ورغبة في حسم الخلاف مع قطر وانهائه حتى لو تم الاضطرار لخطوات وجراحات عميقة.
الدوحة تدرك ذلك، وفي الشهر الذي مر حتى الان على الازمة، تمكنت قطر من احتواء الضربة الاولى واستطاعت تحسين موقفها التفاوضي مع الدول الاربع، لكنها تعلم باستحالة خروجها سالمة غانمة من المشهد الصراعي، وبالتالي ليس امامها الا المرونة وتقديم التنازلات بالحد المعقول والمقبول ظاهريا واعلاميا.
هناك اخبار غير مؤكدة، نحتاج لأيام قلائل للتحقق منها تقول ان قطر وافقت على اخراج اعضاء حركة حماس من الأراضي القطرية، واسكات الشيخ يوسف القرضاوي وربما مغادرته الى اسطنبول.
كما انها ستلزم قناة “الجزيرة” بوقف الحملات ضد مصر، بالاضافة الى قطع كل العلاقات المالية مع حركة “الاخوان المسلمين” وابعاد بعض القيادات الموجودة في الدوحة.
كما تضمن الرد القطري تجاوبا لمطالب الدول الأربع المقاطعة بالنسبة الى علاقاتها مع ايران، حيث قالت المصادر ان الدوحة تعهدت بتخفيف العلاقات مع طهران، ولكن يجب ان يكون بقرار جماعي من قبل جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
في النهاية هناك موقف سعودي متصلب تجاه قطر، كما انه متعجل ويريد حسم الخلاف، ويبدو ان هذا الموقف اقرب الى الوقوف على رأس شجرة بعيدة، ما يجعل الدوحة اكثر مرونة في تقديم السلّم، وانهاء الازمة بأقل الاضرار، لذلك نستشرف ان المرونة ستكون قطرية برعاية اميركية وقبول سعودي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى