المخــــابــرات / علي الشريف

المخــــابــرات
في بعض الاحيان يفاجئنا جهاز المخابرات العامة بالكشف عن مخطط لعملية ارهابية او القاء القبض على خلية ارهابية كانت تهدف الى زعزة امن الوطن او احباط مخطط اجرامي كان يستهدف الوطن والمواطن.
طبعا نحن نتسابق الى القراءة او معرفة التفاصيل عن العملية او الخلية الاجرامية ونشكر الجهاز الرائع المحترف على ما قام به لحفظ امننا واماننا دون ان نفكر ولو للحظة بحجم التعب او الجهد المبذول في عملية الكشف منذ المعلومة الاولى .
اهم ما يميز عمل جهاز المخابرات انه يتعامل بسرية كبيرة مع اي حدث فنحن نتفاجا بما قاموا به بعد القاء القبض على المتهمين ومن ثم التحقيق معهم فلا نعلم شيء الا حين يتم احالتهم الى القضاء العادل مما يعني ان جهازنا لا يبحث عن برستيج اعلامي او ضجه فالنتائج التي يحققها على ارض الواقع هي من تتكلم.
من منا فكر بالجهد المبذول والمتابعة الحثيثة والعمل الدؤوب والسهر والملاحقة وحجم الخطورة التي كانت تحكم العمل الاستخباراتي ومن منا فكر بالاحتراف المهني الذي تعامل معه الجهاز والذي كان يتواصل ليلا ونهار .
لاشك اننا امام حالة امنية فريدة في التعامل تستحق الدراسة والاحترام والتقدير والثناء على جهاز لم نرى مديره يقفز كل يوم من شاشة الى شاشة ومن صحيفه الى صحيفة ولم نرى افراده يتباهون امام الناس ويتعاملون معهم بفوقية ولم نرى استعراضا منهم عند اي حدث فالمصلحة الوطنية هي من تحكم العمل اولا .
هذا الجهاز جنبنا ويلات لو حصلت لكان لها اول وليس لها اخر وهو قاد بلادنا امنيا في احلك الظروف بينما الموت يحيط بنا من جميع الجهات واحبط مخططات اجرامية لو حدثت لربما ضربتنا بمقتل وسفكت دماء وازهقت ارواح بريئة .
هو بكل بساطة جهاز يؤمن بان حياة المواطن واستقرار الوطن اكبر من كل شيء …لذا بفضل الله وبجهودهم ..لازلنا نتمتع بميزة فقدتها اوطان ولا زلنا نثق بان على هذه الارض ما يستحق الحياة ولذا نثق بكل ما يصدر عنه حد الايمان المطلق لاننا نعلم حجم ما يقدم.
في بعض الدول العربية وحتى الاجنبية اذا ما دخل احد الى جهاز مخابراتها فهو ربما لن يخرج ولا يدري عنه احد وربما يستبدل اسمه برقم وان خرج فحتما سيخرج مضطربا او ميئوسا من حالته او على دكة غسل الموتى او ربما تاكله الكلاب وكل هذا يحدث بمجرد بلاغ كاذب او شبهة لا تتعدى التواجد بالقرب من مقر امني .
طبعا حين ياتيك هاتف ويطلب منك المتحدث ان تراجع الدائرة فلربما يمر شريط حياتك امامك وربما تستذكر لحظات الولادة الاولى والطهور وتحاول استدراك وتذكر اسم الداية التي بشرت فيك لكنك حين تصل وتغادر تحمد الله ان في بلادنا جهاز بمثل هذا الاحترام والتقدير والاحتراف .
في الاردن ان ذهبت هناك فانك لا تجد كمواطن الا الاحترام والتقدير واي بلاغ يتم التعامل معه بحس الوطنية والانسانية فان ذهبت هناك فيمكن ان تعود وقد استلمت بدل مواصلاتك ولا يتم توقيفك الا في حالة واحده وهي المساس بامن الوطن او التحريض على امنه بشقيه امن الوطن وامن المواطن وحتى في هذه تتم الاحالة الى عدل القضاء ليحاكم ويحكم حسب القانون .
فرسان الحق لهم التحية والمحبة وكل الاحترام ولهم منا كشعب كل الثقة وما فوق الثقة فالجهاز الذي يعمل بصمت كبير وبسرية تامة ويضحي بالارواح لاجل امننا يسهر وننام ويتعب لنرتاح. ويحمي ارواحنا يستحق ان نرفع له القبعات ونشد على ايدهم لاننا نشد ظهورنا بهم ،ونشعر بقيمتنا كبشر معهم واقسم بالله ان الديمقراطية الموجوده لدى جهاز المخابرات غير موجوده في مجلس النواب وعند الحكومة وعند المطالبين بالديمقراطية وعند بعض الذين ينتقدون …
فالمخابرات تسمعك ومن ذكرنا ان تحدثت معهم فهم اذن من طين واخرى من عجين لذا بتنا كلنا كشعب نحترمه كجهاز امني ونقدره ونؤمن به ونمني النفس بان تكون كافة مؤسساتنا بكافة مجالاتها تعمل بمثل مهنيته واحترافيته وقدرته على المواصلة والاتصال واستدراك الخطر ومنعه قبل وقوعه ..ولو وجدنا مؤسساتنا تعمل بنصف احترافية المخابرات ما تعبنا ابدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى