الخمسيني عيسى وزوجته يلاحقهما التشرد وملاذهما خيمة

ما بين جدران مهدمة لبقية بيت مهجور، يقضى الخمسيني عيسى المحسن وزوجته أيامهما، حياة لم تبتسم له ولم يذق بها طعما للسعادة، فيما أصبح حاليا مطالبا بالرحيل من البيت المهجور ملاذه الوحيد من العيش بالشوارع.
تبدأ قصة عيسى الذي تزوج بسن متأخرة مع طرده من البيت الذي كان يستأجره لعدم قدرته على دفع الإيجار، ليجد نفسه مع زوجته ومتاعه القليل على قارعة الطريق، فما كان منه إلا أن لجأ إلى بيت متهالك ومهجور منذ عشرات السنين في أطراف منطقة الطوال الشمالي في دير علا، فقام بإصلاحه ما استطاع وسكنه.
إلا أن الدنيا تصر على أن لا تبتسم لعيسى، فبعد مضي أربع سنوات على مكوثه في المنزل، حضر إليه أصحابه وطالبوه بالرحيل.
يقول عيسى إن “هذا الأمر أحزنني كثيرا، لأني لا أملك من الدنيا سوى 90 دينارا راتب المعونة الوطنية، وهو مبلغ زهيد لا يكفي ثمنا للطعام والشراب طيلة أيام الشهر”.
ويرفض عيسى مغادرة المنزل لأنه لا يجد مكانا يأوي إليه، رغم ان المنزل بات لا يصلح للسكنى بعد أن انهار سقفه خلال الأمطار الأخيرة، ما دفعه الى المبيت في العراء الى أن تمكن من شراء خيمة من اللاجئين السوريين لتصبح سترا له ولزوجته خلال ساعات النوم.
يقول “أحمد الله وأشكره أن لم يصب أحدنا بمكروه، لأن الضرر كان كبيرا فالانهيار دمر المتاع وحطم الأواني وأتى على كل ما نملك تقريبا”، لافتا الى ان اهل المنطقة قاموا بمساعدته بتوفير الفراش والأواني اللازمة وتوفير المؤن الغذائية.
معاناة عيسى لم تقف عند هذا الحد، إذ أن المرض انهكهم فهو مصاب بقرحة مزمنة  وزوجته أصبحت تعاني من مشاكل في النظر نتيجة إصابتها بداء السكر وارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يدفعه إلى الاستدانة من الناس لشراء الأدوية التي لا تتوفر في المستشفى أو المراكز الصحية وتأمين أجور المواصلات الى المستشفى.
جل ما يتمناه عيسى ان يجد منزلا آمنا ليقضي فيه مع زوجته بقية حياتهما دون الخوف من أن يطردهما أحد أو يجدوا انفسهم على قارعة الطريق، مشيرا الى انه تقدم بطلب الى سلطة وادي الأردن منذ ثماني سنوات للحصول على وحدة سكنية الا انه لم يحصل عليها الى الآن بحجة عدم وجود أراض سكنية.
سيبقى عيسى وزوجته يتنقلان ما بين منزل آيل للسقوط وخيمة لن تصد عنهم برد الشتاء أو حر الصيف في انتظار أن يعجل الله لهم بالفرج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى