صورة على الفيس بوك مع الوزير
لم يكن يعلم (طارق) أن صورته اليتيمة مع الوزير و التي نشرها على الفيس ستجعل من حياته قلقاً يتفاقم و تحرمه لذّة النوم و تفاصيل الحياة الجميلة (صار يراها جميلة فيما بعد)..!
مجرد صورة ..و الوزير يبتسم في وجهه و ينظر إليه بشيء من الحميمية ..فكل من ينظر للصورة يصله شعور بأن هذا ال(طارق) على علاقة وطيدة بمعاليه ..و أنهم يجلسون على طاولة واحدة و يلعبون الطرنيب و البناكل و الهاند ..و أن الحواجز مكسورة وما فيش حواجز أصلاً ..بل أن الصورة أوحت لكل من يعرف طارق أنه (يمون) على الوزير ؛ ومش يمون عليه و بس ؛ بل (إلو عليه ) و أنهما (راسين بطاقية واحدة)..!
غالبية التعليقات كانت : نيالك يا عم ..إيش يا كبير ..منوّر يا قرابة ..و الله إنك شيخ ..منها لقدّام ..ما يحرمنا منك طارق بيك ..! وهكذا دواليك ..كلها تنفخ في رأس طارق الذي صار تلفونه لا يهدأ : حبيبي يا طارق طلب زغير مع صاحبك الوزير بدّي تلبسلي الولد بالأمن ..إيش يا ابن عمّي وين ما بنشوفك ؛ صحيح تقدر تخلّي صاحبك الوزير ينقلني من الزرقاء و يجيبني على عمّان شغلة بسيطة بس جرّة قلم ..آلو طارق بيك أنا صاحب ابن خالتك ؛وحكالي عنك قديش تحب تساعد المظلومين و أنا والله مظلوم ؛إلي عشر سنين حاطين ضدّي وكلمتين منك لصاحبك تخليه يحطني مدير قسم كذا لأني والله والله هذا حقّي الطبيعي من سنتين …! طارق وينك ..الحقنا يا زلمة ؛ابن تهاني العورا كبسوا عليه المكافحة و الشب والله ما إلو بهالسالفة بس إولاد الحرام بس وإنت عارف الباقي.. ! وأحلى اتصال : ألو طارق اسمع جايك الليلة ومعي جماعة و بدي تسمعنا منيح ..لا ما بقدر أحكي بالتلفون لأنو التلفونات مراقبة ؛ وحين يحضرون مساء : اسمع يا ابن عمّي أنا وهاظول الجماعة تحت إيدنا مغارة مليانة صناديق ذهب و إحنا متأكدين ..بس بدنا حماية وما بدنا نخش في مشاكل مع الدولة ؛ بدنا صاحبك الوزير يرتبلنا الموضوع و حصتك وحصته تطلبوها بلسانكم ..!!
طارق ما زال يبحث عن شخص أمين وكمبيوترجي فلتة يثبت من خلاله أن الصورة تركيب و على الفوتوشوب وأن الوزير لو يعلم لبهدل صحته و جعله يندم على هيك حركة بايخة ..بس العرط له ثمن أيضاً ..!
