ارهابوفوبيا / علاء البدور

ارهابوفوبيا / علاء البدور

شاهدتُ بأسف و امتعاض يوم امس حادثة تفجيرات باريس التي راح ضحيتها عشرات الاشخاص ومئات الجرحى و تابعت بترقّب توابع تلك الحادثة و انعكاساتها على العالم ككل و على مجتمعاتنا العربية المسلمة و لا اخفي بان ما شاهدته جعلني دهشت تماما من كمية الغبطة الشديده و الحقد الدفين و المواقف الداعمه و المبررة لتلك التفجيرات عند نسبة عالية جدا من ابناء امتنا العربية الاسلامية المبجله في مختلف المحافل و الجلسات و الشرائح على مواقع التواصل الاجتماعي و غيرها .
كل ذلك دعاني للتساؤل المشوب بالبلاهة المصطنعه : كيف نحاول وتحاول منظمات المجتمع الاسلامي و جحافل الاعلاميين العرب و الاف الاعمدة في الصحف العربية و الغربية كل يوم ان نقنع العالم بان داعش هي بعيده كل البعد عن عقيدتنا و فكرنا ونحن ندعو لفكرها على الملأ دون ان نشعر ونتبنى شعاراتها البربرية كل يوم .
كيف نقنع هؤلاء ممن نكفرهم كل حين و نمد ايدينا اليهم طلباً للعون كل يوم صاغرين بان داعِــــش وغيرها ما هي الا وليدتهم وصنيعة ايديهم -النجسة على حد قولنا- ونحن نطلق الزغاريد عند كل حزام ناسف ينفجر و نصفق ابتهاجا عند كل دستة قتلى و نرمي عن انفسنا عبائة التحضر و نرتدي جلابيب الرجعيه و التكفير و الشره للدماء بعد كل دوي قنبلة و سحب زناد!!
كيف نقنع العالم باننا دعاة الود و الاخاء و السلام و ديننا دين الرحمة للعالمين و ما زلنا نثبت كل يوم باننا نازيون فاشيون حتى النخاع و بأن نظرية العرق الاسلامي المتفوق على كل الاعراق ما هي الا احدى خصالنا الدفينه !
كيف نقنع البشرية بأننا جزء لا يتجزء منها وما زالت اعمق قناعاتنا بأن الارض عليها 8 مليارات انسان لم يصطف منهم الله سوانا نحن الملايين وباق ما تبقى لهم الخزي و العار ولنا حورياتنا السبعون و ما لهم سوى اصفاد الحديد و مخارز النار !
كل ما سبق ان ما بقينا ننكره و نتبناه بنفس الوقت فذلك يعني بالضرورة بأن و غيرها من تلك الجماعات القذرة المتأسلمه لم تكُن وليدة اليوم او البارحة بل هي الجين الوراثي المشوه في داخل كل عـربي منذ مئات السنين ,,, وبأن داعش وغيرها هي ايضا نفسها تلك العقلية العربية المريضة المتغطرسه التي تخسف بنا الارض كل يوم اكثر و تعيدنا الى عصور ما قبل الجاهليه .
وكل ما سبق يؤكد و بالدليل القاطع باننا بتنا نعاني من حالة نفسيه جديده في السجلات الطبيه الا وهي ”الارهابوفرينيا” و هي حالة من الانفصام التام بين قناعتين و شخصيتين لمجتمعاتنا احداهما شخصية وديعه هادئه تدعم السلم و السلام و الحوار و تقبل الجميع و شخصية همجية مقيته تعشق الارهاب و الترهيب و نهمه بشراهه للقتل و التكفير و تعادي الجميع دونما استثناء !
لا انكر بأن تلك المنظمات الارهابية و غيرها من الجماعات القذرة المتأسلمة عليها كامل المسؤولية بغض النظر عن مموليها حتى لو كان الشيطان الاكبر اذ يكفي بأن اليد المنفّذة هي يدٌ عربية مسلمة للاسف ويكفينا ذلاً بذلك !
لكن المسؤولية الكبرى تقع على كاهل الشعوب التي باتت تدعوا لفكر تلك الجماعات و تدعمه في كل حدب و صوب لا وبغبائها المعتاد تثبت ان تلك المنظمات جزء لا يتجزء من المجتمع الاسلامي ,, المسؤولية تقع على عاتق الجهل و مستنقعات الغباء و التشدد و التعنت السخيف التي بات العربي يسبح بها دون ان يأبه بشئ تاركاً دينه يضيع و يصبح الدين المكروه رقم 1# بامتياز على العالم للأسف !
كم نحتاج من الوقت والعزم لنتخلص ولو مبدأياً من ان ارتباط صورة الاسلام الناصعه بصورة شيخ بدينً ذو لحية او امرأة منقبة ترقص او بصورة سيف بيد ارهابي يقطع راس امالنا واحلامنا بالافضل قبل قطع راس الضحية ونحن ما زلنا في جميع محافلنا نرقص فرحاً بما تقترفه اياديهم الاثمه !!
كم نحتاج من الوقت لكي نعيد لديننا رونقه واثبات انه مثال للاعتدال و الوسطية و الدعوة الى الفكر و التفكر لا القتل والتقتيل ؟ وما زلنا رؤيتنا ضبابية غوغائية و نتخبط في نظرتنا لمثل تلك الحوادث الارهابية !
كم نحتاج من الوقت لنتخلص ممن شوهوا ديننا امام العالم و جعلوه يدور حول ثلاث امعائنا و فروجنا و نساؤنا !
لماذا ننكر بأن المسلمون باتوا مذبوحون حتى العظم ,, منبوذون مكروهون ,, بتنا مثالاً اعلى للرجعية و التخلف و الانحطاط رفضنا الحضارة و صانعيها كفّرنا جميع البشر و قتلنا انسانيتنا بثورات قتلت ما تبقى من رجولتنا وعروبتنا و ما زلنا نأبى ان نحرّك ساكناً حتى باخلاقنا حتى بتعاملاتنا لم نفكر حتى بأن نقتل عناكب الجهل التي تعشش في ادمغتنا ولو للحظة املاً بأن نحافظ على ديننا و صورته امام العالم على الاقل اذ انه لم يبق لدينا سواه بعد ان قتلنا العروبة و دسناها لم يعد لدينا سوى ان ننجو باسلامنا و القليل من انسانيتنا !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المشكلة تكمن بتقصير الاعلام ، أين دور اعلامنا العربي بتوضيح حقيقة الاسلام في بلادنا !! وابراز مدى طيب علاقة المسلمين العرب بغيرهم من المسيحيين !!! أين الاعلام العربي عن نشر برامج تبرز دور المسلمين الإيجابي في بلاد الغرب !!
    ديننا أسمى وارقى من كل تلك الشبهات!!

    قم وقف لست منثنياً
    وارفع الراس ليس منحنياً
    فالله ربك والاسلام دينك
    وبخير الخلق انت مهتدياً
    نعفو ونصفح والعز مبتدياً
    ………………………
    الله المستعان

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى