سلاح جديد على طاولة المفاوضات السورية في جنيف/ ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم

معلومٌ للجميع أن العمر السياسي لعائلة الأسد في سوريا قد انتهى بنهاية عام 2011 وصار الأمر في دمشق لغيرها، وذلك عندما تشقق الجيش السوري وهلك ما بقي منه على يد المقاومة فاستدعى بشار جنود حزب الله اللبناني كمحاولة أولى لوقف تقدم المقاومة السورية نحو دمشق واللاذقية.

ولمّا لم يستطع جنود حزب الله أن يوقفوا تقدم الثورة السورية أضطر بشار لاستدعاء المرتزقة الشيعة من العراق وباكستان وافغانستان، ثم لمّا لم يُجْدٍ ذلك نفعا جاءت إيران بالحرس الثوري ثم بقوات الباسيج، ولمّا لم تفلح كل هذه المليشيات الشيعية الإرهابية المرتزقة في وقف تقدم الثورة السورية حتى اقتربوا من غرفة نوم بشار في مطار الباسل في اللاذقية وأوشك على الوقوع في قبضة الثوار السوريين وترآءى له مصير القذافي، استدعى بشار روسيا لإنقاذه وكان ذلك طبعا بموافقة ومباركة أمريكا واسرائيل اللتين تعتبران أن انتصار الثورة السورية بهذا السيناريو سيؤدي حتما إلى قيام دولة إسلامية سنية تشكل خطرا عظيما على الكيان الصهيوني الصنيع المحتل لفلسطين والجولان.

لذلك هم اليوم في جنيف ترسم لهم روسيا وأمريكا خارطة طريق الدولة الجديدة في سوريا كما تريدها إسرائيل مراعيةً مصالح حلف الشراكة الجديد الذي يضم روسيا،إيران، أمريكا واسرائيل.

يرى مراقبون أن المفاوضات ستفشل لأن الشعب السوري لن يقبل بخارطة الطريق هذه التي ترسم ملامح الدولة السورية الجديدة كما تريدها إسرائيل.

كما أن إيران لن تقبل أن ترى سوريا بدون عائلة الأسد أو بدون عائلة شيعية حاكمة في سوريا، لأن غياب الدولة الشيعية عن سوريا يعني هزيمة وخسارة فادحة لمشروع إيران الطائفي التوسعي وروسيا معها في ذلك من أجل مصالحها الإستعمارية.

لذلك يتوقع المراقبون أن تحاول أمريكا وروسيا الجمع بين ما يطمئن إسرائيل ويرضي إيران بحلٍ يفرض على المعارضة السورية فرضا وإن كان ليس في صالح الشعب السوري.

ومن أجل ألا تقبل المعارضة السورية بحل يفرض عليها وهو ليس في مصلحة الشعب السوري وإنما هو في مصلحة إسرائيل وإيران وروسيا وأمريكا، تقول تسريبات إعلامية أن دولا إقليمية مؤيدة للمعارضة السورية تعهدت سلفاً بتزويدها بصواريخ ضد الطيران في حال حاولت أمريكا وروسيا أن تفرض عليها خارطة طريق إسرائيلية إيرانية.

كما تعهدت بتزويدها بسلاح آخر لم يكشف النقاب عنه في حال لم يحصل لهم التقدم اللازم في الحرب.

وحتى لو فرضنا جدلاً أن تم الإتفاق على حل ما في “جنيف” فإن من المستحيل تطبيق هذا الحل على أرض الواقع وذلك في ظل وجود لاعبين مسلحين مؤثرين على الأرض السورية يرون أنهم الوحيدون وأصحاب الحق القادرون على رسم ملامح الدولة السنية الجديدة القائمة على الكتاب والسنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى