تحية الى معتصمي ذيبان / يوسف غيشان

تحية الى معتصمي ذيبان

حية تقدير ومحبة الى معتصمي ذيبان المعطلين عن العمل، الذين يحاولون اشعال الجمر في رماد هزائمنا ، فنخذلهم جميعا ..شعبا وحكومة وإعلاما وكتابا وأحزاب معارضة(سابقا)، ناهيك عن الظروف العامة. الجميع يخذلهم ولكنهم لا زالوا يحاولون زرع بذرة المل في قلوبنا المعلبة.
تحية وتقدير لهم ..اعيد نشر مقالة قديمة لي ..عندما كانوا السباقين الى الربيع الأردني ، الذي كان ربيعا وما يزال ..رعم المشككين والمتخاذلين والبياعين:
“ليس من أجل سيجارة ، ولا من أجل سفط دخان ، لكن السيجارة هذه المرة كانت الشرارة التي أشعلت الربيع الأردني بالورد والأقحوان …ولو لم تكن الأرض حبلى لما انتفضت، فكشفت عن زنابق الحقل التي ستشعل الثورة على الفاسدين المفسدين .
أتحدث عن الربيع الأردني ، وعن جمر البدايات ، حيث التقى شابان من منطقة جبل بني جميدة ولواء ذيبان- في منتصف الطريق بين منزليهما. كان كل واحد منهما متجه الى الآخر ليستدين منه ثمن باكيت سجاير ، من النوع الرخيص طبعا، وأدرك الصديقان بأنهما، وكل من يعرفان من الشباب، حولهما من أقارب وأصدقاء، لا يملكون شيئا ، بينما تنتشر القصور والفلل في عمان، كما ينتشر الفطر السام.
ربما ضحكا في البداية على هذه المفارقة المبكية ، لكنهما جلسا على حجر في منتصف الطريق، وقررا أن يشعلا جمرة الإحتجاج على اوضاعهما ، ومن تلك الليلة خططا لأول اعتصام على الدوار ، وحملا لافتات مكتوبة على الكراتين الدخان، بخط اليد ، في اليوم التالي انظم اليهما خمسة شباب ، وفي اليوم الذي يليه سار الفا وخمسماية حميدي يرفعون راية الإحتجاج ضد الظلم والفساد.
في الأسبوع التالي عمت التظاهرات المماثلة ارجاء الأردن من شماله الى جنوبة ، بينما الأحزاب التقليدية ، من أقصى اليمين الى ادنى اليسار تنام ،وكل حزب يحلم بالوسائل التي يستطيع فيها أن يرفع من مبلغ ال50 الف دينار التي تدفعها الحكومات لهم للمشاركة في تزوير الإنتخابات ..أي انتخابات، لغايات اضفاء شرعية وهمية أمام الغرب.
– ترى لو كان الشابان من غير المدخنين ، هل كانت الأردن ستنجو من وهج الربيع العربي ؟؟
لا اعتقد ذلك ..اعتقد ان الربيع العربي كان يبحث عن الشرارة بعدما رأى أن شرارة احزاب اليسار الاردني مطفأة عن سابق اصرار وتصميم ، وشرارة اليمين مخبأة لإنتهاز الفرصة للوصول الى جزء أكبر من الكعكة ( أو ما تبقى منها).
التاريخ لا ينتظر أحدا ، بل يلقيه في مزبلة التاريخ، ويبحث عن شرارة ولو من سيجارة غير موجودة أصلا، من اجل أن يملأ الحقل سنابل .
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ترا يوسف أنت غير ، روحك غير ، كل شي فيك أصيل . رؤيتك ، معارضتك، بداوتك ، غناك وفقرك ، بحياة المسيح أكتب عن شعورك وانت ولا نكلة بالجيب ، وريحة نعايم ربك بتفجر الرأس ، لحمة شقف ، لحمة عصفور ، لحمة عرايس ، لحمة ستيك ، والله لهيك صرت أنا لخمة ، ترا الحرمان جريمة مجتمعية ، والمحروم له حق الكيف والسيف . المصيبة عندكو بسواليف سياسة ” الكت” الزعبي وزلامه ما بيقصروا . يوسف بنحبك وبنثق في اللي بتقوله . بالمناسبة مبارح كنت مع الحكيم جورج ما غيرو ، سأل عنك ، عن مأدبا ، عن شباب ذيبان ، كان متوتر شوي ، وديع ، وديع الجبار متأخر على الموعد . يوسف الحكيم ناطرك .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى