سقف « الرسائل » للقصر يرتفع .. الشعب «مرهق ونخره الفقر»

سواليف
قد ينطوي الأمر على تصعيد مبكر لمخاطبة غرائز الجمهور في الدوائر الانتخابية عندما يتعلق الأمر بتوجيه الرسائل المباشرة شديدة التحذير للقصر الملكي الأردني من قبل شخصيات برلمانية أو عندما يتعلق بتكثيف الهجوم على شخصين بعينهما في النخبة السياسية تحت حجج وذرائع متنوعة.
لكن رغم هذا الاحتمال يمكن القول إن الجرأة في التعبير عن الإشكال وتشخيص الوضع الحرج اجتماعيا تتزايد في الأردن والسبب هذه المرة ليس سياسيا ولا ينطلق من دعوات الإصلاح أنما يستقر في البعد «المعيشي» بصورة خاصة.
على هذا الأساس يمكن قراءة الهجوم النقدي النقدي العنيف الذي طال في كل المنابر ملف التعاون الاستثماري مع السعودية. وعلى الأساس نفسه يمكن قراءة عضو البرلمان محمد قطاطشة وهو يخاطب رئيس الوزراء «المفضل لدى المرجعيات»الدكتور عبدالله النسور قائلا «لن يذكرك التاريخ مثل وصفي أو هزاع»، ويقصد طبعا الرئيسين السابقين هزاع المجالي ووصفي التل.
بالآلية نفسها في التحليل يمكن مراقبة مضمون «رسالة مؤثرة» وجهها النائب السابق وصفي الرواشده للملك شخصيا قال فيها الكثير لكن أهمه ما يلي: «شعبك أرهقته الحياة ونخره الفقر والبطالة والجور والظلم، فأصبح غريبا في وطنه، ولا يغرنك من يقول أننا بخير فوالله انهم يخدعوك».
محاولات لفت أنظار «النظام والشعب معا» لأغراض متعددة بدأت مبكرا هذه الأيام في الأردن والبلاد تستعد لانتخابات يقال في كل الأروقة بانها «مهمة جدا» وبانها ستكون «نظيفة أو خالية من العبث والتزوير». قصدا وضعت هيئة الانتخابات المستقلة نخبة من «مراقبين دوليين» في مفاصل أساسية تسبق العملية الانتخابية برمتها وبعدة أشهر . وجود مراقبين أجانب يجلسون يوميا في مقر الهيئة المستقلة وهي تنشغل في تحضير «الجانب الإجرائي» سلوك ذكي من فريق الهيئة الذي يقوده الوزير السابق والناشط الحراكي اليساري الوحيد الذي دخل في مرحلة الربيع العربي لدائرة الحكم الدكتور خالد كلالده.
الهدف من كمية ونوعية خبراء الإجراءات الأجانب تحديدا واضح الملامح فالكلالده ورفاقه يريدون عبر هؤلاء الخبراء زرع بعض الأنياب»البيروقراطية» لهيئتهم المستقلة الوليدة بدورها في مرحلة الربيع العربي و في الوقت نفسه ضرب عصفور «الشفافية» المتوقعة. لا أحد يستطيع التكهن اليوم بما سيحصل في انتخابات القوائم الوشيكة في الأردن.
لكن الحملة الانتخابية بدأت مبكرا حتى بإيقاعاتها الصاخبة وعلى أكثر من وجه وفي أكثر من اتجاه ..مرة عبر إظهار نعومة مقصودة في مجاملة وترويج التعديلات الدستورية الأخيرة ومرة على شكل جرعات من «السقف الجريء» غير المسبوق بصورة تحاول مخاطبة مشاعر الشارع.
يحصل ذلك فيما يتحفز الحراك الشعبي للانقضاض مجددا في الواقع زاعما بأنه «يمرض ولا يموت» حسب منطوق البيان الذي أطلقه نشطاء حي الطفايلة وسط العاصمة عمان.
الجمعة اللاحقة للتعديلات الدستورية مرت بلا مظاهر حراكية توعد بها بعض النشطاء والمزاج الشعبي لا يبدو مستعدا لأي صدام لكن الاحتقان الاقتصادي في الجلد كما يحذر النائب المخضرم خليل عطية وهو ينصح عبر «القدس العربي» بالانتباه أكثر لألم المواطن الاقتصادي والمعيشي.
في الوقت نفسه الإنزعاج كبير جدا في أوساط الناس العاديين من التوقيت السلبي لحملات مخالفة السيارات وضبط الشوارع ومن تغليظ عقوبات مخالفة السير.
رغم ذلك ظهر العشرات فقط في الكرك والطفيلة وعمان تحت يافطة حراكية وبصورة لم تخطف الأنظار.
مؤشرات عودة المظاهر الحراكية في الشارع تبدو متململة وبائسة حتى اللحظة.
لكن ما يمكن أن يجعلها «قابلة للنمو» في رأي الخبراء هو مستجدان لا يمكن الاستهانة بهما، اولا: المناخ التحضيري للانتخابات وما يتخلله من صخب مقصود ومصنع لمخاطبة المشاعر العامة، وثانيا: الإقصاء المقصود الذي تعرضت له عشرات من نخب طبقة الحكم ورجال الدولة لصالح «رموز جديدة» أو مستحدثة إما خاAملة أوتستأثر بالمناصب وتنتج بطريقها ما إصطلح على تسميته بـ «أزمة الأدوات».

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى