ابتسامة قهر..! (مقال رياضي)….سامر جرادات

في بعض الأحيان تكون مجبراً على إطلاق إبتسامة ممزوجة بعصارة الألم مجبولة بدموع القهر المكبوتة، متأثراً بحال افراد عائلة يعانون من ظروف اقتصادية صعبة وإضمحلال في مستوياتهم الفنية والذهنية. رغم كل هذا تشاهد الأب يصارع لتعليم أحد الأبناء بحجة التطور!

اذا إفترضنا انه من سيتلقى تعليم متطور سيؤدي ذلك لتحسين حالته المتردية، لكن ما حال باقي افراد الاسرة والى أين ستؤل أمورهم وهم يتعرضون للمزيد من التهميش وإنحدار مستمر في قدراتهم؟!

عندما يبحث إتحاد كرة القدم عن طرق إحترافية تعزز من حظوظ الاندية في خوض غمار مسابقة دوري الابطال فمن حقه علينا تقدير الجهود المبذولة، لكن عندما يتم التغاضي عن الحالة السيئة للأندية الاردنية وما تعانيه من ركود اقتصادي مخيف فإن هذا يستدعي منا لفت نظر الإتحاد للأولويات التي من واجبه البحث بها.

في صبيحة كل يوم نتابع تقارير تتطرق لإنحدار المستوى الفني للأندية، يترافق معها العديد من التقارير التي تشير لصعوبة الظروف المادية عند بعض اللاعبين وعدم قدرة الأندية على دفع أجورهم الشهرية المتراكمة، بينما لم نلمس تطبيق فعلي للتصريحات المتواترة منذ سنوات التي تعد بتحسين الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها اندية الوطن وتطوير المستوى الفني للدوري المحلي!

قبيل يوم أو يومين تواردت الانباء حول ضائقة مالية تعصف بأحد أكبر الاندية الاردنية، المضحك في الامر ان هذا النادي يعتبر الاكثر قدرةً على ((الأخذ والعطا)) فيما يخص الشؤون المالية، الامر الذي يدفعنا للتساؤل عن حال باقي الاندية وقدرتها على المنافسة في السنوات المقبلة؟!

اليس من الأولى على الأب معالجة المشاكل الداخلية لأبناءه بالبحث في سبل تطوير امكاناتهم وقدراتهم بدلاً من القفز نحو تحسين الاوضاع خارجياً؟! ألا يعلم أن فردين أو ثلاثة على الأكثر قد يستفيدوا من مساعيه بينما البقية ستبقى تعاني من حالة التهميش؟! وسؤالنا الأخير، هل حقاً يستطيع افضل ابنائه المنافسة باعلى المستويات رغم انهم ينحدرون من سيء إلى أسوء؟!

سامر جرادات – سواليف
SamerJaradat88@Yhaoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى