إعلام الملاهي / كمال عفانة

إعلام الملاهي ..
ـــــــ
عندما افلست حكومة عبد الناصر .. وخسرت حرب حزيران … قامت بدعم المذيع احمد سعيد وفتحت له اذاعة صوت العرب على مصراعيها .. فأصبح مصدر إعلامنا الأوحد وهو اللذي جعلنا نعيش اجواء الهزيمه بنكهة النصر .. ودمر من وراء الميكرفون كل طائرات اسرائيل … نعم بالردح والكذب .. ومن وراء الميكرفون فقط انتصرنا .. اما في الحقيقه ..
فانتم ترون الى ما آلت اليه امورنا ..
هذه حال الدنيا عندما تقترب الامور من حافة الهاويه .. يتم البحث عن راقصه وطبالها … ويقوموا بتلميعه ويعتبروه الناطق باسمهم ليس لبث الاكاذيب فقط .. بل لجعله يكذب الكذبه ويصدقها .. مثلا الإعلام الذي حوّل فيفي عبده الى ام مثاليه .. الإعلام اللذي اعتبر بعض رؤساء الدول العربيه سادس و سابع الخلفاء الراشدين .. الإعلام اللذي بشّر بعض الوزراء العرب بالجنه و رفع عدد المبشرين بالجنه الى اكثر من عشره ..
الإعلام هو الذي جعلنا نستقبل جورج وسوف إستقبال الفاتحين وبالتالي قام بشتمنا في عقر دارنا ..
يوسف السباعي عندما كتب روايته الشهيره نحن لا نزرع الشوك … اراد ان يُثري بها مخزونه المادي والأدبي .. ومن خلالها جعلنا نتعاطف مع مومس وابنة ليل وهي بطلة قصته اللتي اسماها سيده …وعندما قضى الله امراً كان مفعولا أبكى المشاهدين والقراء عليها وكأنها شهيده … دون ان نَتعب انفسنا وننظر لماضيها المشين …
باختصار عندما ينجح الإعلام في ان يقلب مصير امه الئ الاسوأ الكارثي فإعلم ان خلفه قومٌ كفرةٌ فجره طبالين وعاهرات .. لذا فإن اسرائيل اول ما سيطرت فقد وضعت يدها على الإعلام .. واصبحت إمبراطورية مردوخ الإعلاميه اليهوديه هي المسيطره على إعلام العالم .. وما زالت تقنع العالم بأن هتلر ذبحهم متناسين انهم من ذبح العالم … حتى عندما قرروا بيع الأمه العربيه سلاحاً فاسداً وظفوا لفاروق مومساً يهوديه اسمها ليليان كوهين واسموها كريمان لتكون محظيته .. وتمرر الصفقه المشبوهه
الإعلام يا ساده هو الذي جعلنا نساعد اعداءنا كي نتكالب على البطل صدام حسين ونوصله الى حبل المشنقه متشفيين به وذلك لأنه تطاول على اعداء الإسلام والعروبه وها نحن نعض اصابع أقدامنا قبل اليدين ندماً على ما اقترفناه بحق انفسنا ..
يكفي ان الإعلام جعلنا نكتب وبالخط العريض >>> فيفي عبده .. نورتي البلد …. >>>↓
الإعلام يا ساده هو الذي جعل النعامه عندما تغرز رأسها في التراب ترى ان رؤوس البعض قد سبقت هامتها في اسفل الحفره …
ختاما ليس لي إلاّ أن ارأف لحال قومٍ جعلوا فَجَرَتهم بوق إعلامٍ لينطق باسمهم وهم يعلمون ان اول هذا البوق في افواههم .. وآخره في فرج عاهره وربما في دبرها …
ختاماً ساقتدي منصاعاً لإرادة الله فهي من تبدّل اي حال من الكمال الى الزوال او من الزوال الى الكمال .. فبعد ان دفن الأشقاء سيدنا يوسف في البئر .. انقذه الله من كيدهم و جعله عزيز مصر …
اكتب بأصابع غير منهكه ولا مرهقه بل مقهورةٍ ومقهور صاحبها حتى النخاع من وضعنا بكافة اشكاله والوان الظلم فيه الذي نحياه … علما ان المخزون لدينا يكفي ويزيد وبكافّة النكهات
لكني ترفعت عن الإبتذال و جعلت الفاظي مؤدبه بعض الشيء
و قد تركت الإبتذال لأهله ليربي ويربو .. بين اهله وصانعيه فهم اولى به … والخير بالخير والبادي اكرم والشر بالشر والبادي اظلم …
Kamalafaneh@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى