سواليف
عقدت الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة مؤخراً المحاضرة الشهرية (74) بعنوان: [اكتشاف ديار لوط بين العلم والقرآن]، ألقاها الأستاذ الدكتور محمد وهيب عميد كلية الملكة رانيا للتراث وأستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية، وأدارها الدكتور المهندس أحمد البوريني.
بدأ الباحث محاضرته بالسؤال: أين تلك المدن والقرى المرتبطة بالنبي لوط عليه السلام والتي طالما تحدث عنها العلماء ورجال الدين وبحث عنها علماء الآثار والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا وغيرهم؟ هل ما زالت مغمورة أسفل مياه البحر الميت كما يقترح البعض في وادي الأردن؟
أم أن أجزاءً منها قد اكتشفت، وما هي الأسرار الغامضة التي ما زالت تحيط بهذا الموضوع؟
وأوضح الدكتور أن الدلائل الأثرية والجيولوجية والكتابات القديمة والخرائط أكدت وجود ديار لوط في الأغوار الجنوبية، وأكدت الدلائل من الآيات القرآنية أهمية الاكتشاف حيث أشارت العديد من الآيات إلى ديار النبي لوط وأن الله سبحانه وتعالى قد ترك لنا دلائل وبقايا كما في قوله جلّ وعلا: “وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” [العنكبوت: 35].
وأشار بأن النتائج كانت مبشرة وإيجابية لدرجة كبيرة وكانت جهود البحث الميداني على إطلاع واسع بما كتبه الجغرافيون العرب المسلمون ومنهم ابن الفقيه الذي يربط بين ديار قوم لوط والبحر الميت، وكذلك الاصطخري، والزهري، والإدريسي، وياقوت الحموي، والحميري، وناصر خسرو، وابن بطوطة، كما ذكر الطبري وغيره أسماء قرى غارقة أسفل البحر الميت ومنها سيدوم، وعاموره.
وقد أكّد الدكتور وهيب على اعتماد منهج البحث العلمي في منطقة ديار لوط حيث اشتمل المنهج على دراسات مكتبية في المصادر والمخطوطات والمراجع والخرائط القديمة وتم القيام بجمع المعلومات وتحليلها بشكل مفصل ودقيق جنباً إلى جنب دراسة المقالات المنشورة هنا وهناك والأبحاث التي ألقيت في المؤتمرات وورش العمل والمحاضرات والندوات.
وبيّن بأن المكتشفات الأثرية خضعت لدراسة ميدانية ومخبرية مفصلة للوصول والحصول على أدق النتائج العلمية باستخدام وسائل وتقنيات حديثة في مجال علم الآثار وتطبيقاته، وخاصة دراسة الفخار، والمسكوكات، والنقوش والكتابات، وغيرها من المكتشفات العضوية، وغير العضوية، ودراسة أساليب العمارة المختلفة ومقارنتها مع مثيلاتها في المنطقة وجوارها بهدف الحصول على تاريخ دقيق لها، كذلك تم الالتفات إلى أهمية التراث المادي واللامادي وتم جمعه باستخدام أسلوب المقابلات الشخصية الموثقة وتم تحليل تلك الموروثات الشعبية والإفادة منها في إعداد التقارير.
وأجاب المحاضر في نهاية اللقاء على أسئلة الجمهور التي أضافت العديد من الفوائد واللفتات القيّمة.
