زَمَن الفُرَص الضّائعة !

كانوا يقولون الوقت من ذهب ! حتى وصلنا نحن إلى مرحلة : الوقت .. ذهب ! أي مضى .. كثيرون منّا ، ما يزال لا يدرك أهمية الوقت و قيمة الوقت ..ففي زمن مضى ، كان الناس يقيسون أعمارهم بالفصول .. بالثلجة او الشتوة الكبيرة ..و كان انجاز العمل مرتبطاً بالمواسم .. الربيع .. الحصاد .. و كذلك كانت المواعيد بصباح الغد أو نهاية الأسبوع .. أو آخر الشهر ثمّ جاءنا زمن أصبح الاستثمار فيه مبنياً على الدقة و الدقائق من الزمن ..فهناك الأعمال و المهمات التي يتوقف إنجازها على موعد و أجندات محددة ..فالطائرة تقلع في زمن محدد و الحافلة تنطلق بموعدد محدد ..و كذا أبواب تُفتَح .. و تُغلق في زمن محدد .. علوم الفضاء .. أصبحت تقيس الزمن بأجزاء الثانية .. و هذه المركبات الفضائية و الصواريخ .. تعمل بأوقات دقيقة محددة .. لقد أصبح تقدّم الأمم يقاس بمدى استثمارهم للوقت في الصناعة و الزراعة ..و في كسب الحروب و المنافسات التجارية ..فاصبح الوقت من عناصر التقدم .. و الإنتاج و هاي هي الآلات ..و العقول الالكترونية و الروبوتات تختصر زمن انتاج السيارة .. و الطائرة ..و زمن الزراعة و الحصاد ..الخ من البدهيّ ، أن الزمن من عناصر التخطيط الذي يؤدي للنجاح و للتقدم ..على مستوى الأفراد و الدول .. و نحن حين نتأمل ما عليه مجتمعاتنا العربية ..نجد غياباً للخطط المبنية على المنهج العلمي ..الذي يأخذ بالحسبان عامل الوقت ..فنجد مشاريع التنمية تتعثر و تتباطأ فما ينبغي انجازه في شهور .. يستهلك سنوات و سنوات و ربما .. جاء بعد فوات الأوان… و هكذا نحن في حياتنا الأسرية و الاجتماعية ..نؤجل و نسوّف … الأعمال و الواجبات .. ربما لآخر لحظة .. لنجد أنفسنا تحت مطرقة و ثِقَل العمل في الوقت الضائع .. و الفرص المهدورة الضائعة .. نؤجل صيانة البيت .. لنصل إلى صعوبة أو استحالة ذلك ..و كذا فرصة السفر .. و الدراسة ..و الشراء و البيع ..تذكروا معي كيف يتم تمديد التسجيل المعلن عنه ..لحج أو لدفع التزام مالي مقابل الإعفاءات ..او التسجيل لامتحان ..فلا نستثمر هذه الفرص .. و نلجأ للحظات الأخيرة ..للاستعطاف و التزاحم .. و طلب التمديد !! كل هذا صار ثقافة ..ننتظر و نتكاسل ..ثم نهرع مسرعين ..و كم منا من أضاع فرصة ثمينة ..من عمره في استثمار .. تجارة أو دراسة .. أو زواج !!! الوقت من ذهب !! فبادر قبل أن تندم ..و تقول الوقت ..ذهب !!

احمد المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى