.العورا ولجنة الحوار

[review]
 

جرافيك: المبدع : توفيق أحمد

 

خاص بخبرني

مقالات ذات صلة

 

نفد صبر الجماعة وهم ينتظرون "فزّة" حتى تكمل كحلتها .. بينما بقيت فزّة "ام عين كريمة" تقف – بطولة روحها- أمام المرآة تحاول الخروج بعينين صحيحتين..أخرجت المرود من غمده ، أغمضت عينها اليمنى على المرود..ثم ابصرت نفسها بالمرآة، قالت : جمالي لن يكتمل حتى أكحل الأخرى ، غمست المرود بالكحل ثانية ،ثم أغمضت -عينها الكريمة – عليه..أبصرت نفسها بالمرآة من جديد.. تأففت ومسحت كحلتها ، فهي تريد خط الكحل أطول.. بعثت "الجماعة" أحد الصبية مرسالاً لها : (قول لملعونة الحرسي…بدها تطلع الفاردة)…أوصل لها تأفف الربع وانزعاجهم ..ومع ذلك طلبت منهم من خلال المرسال، فقط القليل من الصبر…فالكحلة مسألة مهمة ولا تتم بالسهولة التي يتخيّلها الناس … غمست المرود من جديد ثم كحّلت اليمين..والشمال..أوووووووف اريدها أقصر قليلاً…مسحتها من جديد..وغمست المرود للمرة الثالثة…أوووف أريدها أرفع…للمرة الرابعة..أخخخ…. مش زابطة أريدها أغلظ….قال شيخهم: (( يا الله يا جماعة تسهّلوا .. ما بتتكحل العورا والا الفاردة صارت بحلب)).

لجنة الحوار الوطني تشبه تماما " كحلة العورا"، غير انها زينة وتجميل لا فائدة منها ، وغير أن الكحل لا يصلح العيون المطفأة ، وغير انها ستحمّلنا نحن أبناء الشعب كلفة تأخير الإصلاح والحرية الجديدة ، وغير أن مكافآت أو رواتب أعضائها عبء جديد على الخزينة الحزينة.. فوق عبء رواتب ال23 وزيراً ، وال120نائباً ، و60عيناً ، والــ 5000 فاسد الذين ندفع مخصصاتهم ويسرحون ويمرحون الى اللحظة ..فنحن فوق ذلك لا نعرف أي قرار هذا الذي سيتوافق عليه أعضاؤها وهي لجنة "كوكتيل" من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، ومن أقصى التشدد الى أقصى الانهيار…ومن أعماق "النعم" الى أطراف الــ"لا"… منذ ان اعلن عنها رئيس الوزراء قبل اسبوعين حتى هذه اللحظة ، وهم تراوح مكانها ، فبعد التشكيل بدأت الانسحابات ، وبعد الاجتماعات بدأت الخلافات، بين المستعجل وغير المستعجل ، والمهم وغير المهم ،والخطير وغير الخطير ، بينما الشارع يحمل لافتات التغيير والإصلاح و يركض… وحتى نرى أو نقرأ او نسمع قراراً "يطلع " من هذه اللجنة، يكون الشارع قد حلّ البرلمان وحلّ الحكومة ..وحل "الجير" ايضاَ. غطيني يا كرمة العلي ما فيش وقت

 

www.sawaleif.com

 

 

  ahmedalzoubi@hotmail.com

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى