زيارة الى اليابان / د . اسماعيل العطيات

زيارة الى اليابان

سعدت كثيرا بتلقي دعوة كريمة من مؤسسة قارب السلام اليابانية والشبكة اليابانية العراقية الطبية لزيارة مدينتي طوكيو وفوكوشيما ، خلال الثلث الأخير من شهر كانون الثاني 2018 ،وقد كانت هذه الزيارةفرصة عظيمة لي للاطلاع على بعض جوانب الحياة في اليابان وما وصلت اليه من تقدم في مختلف المجالات وخاصة في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة .

وقد تلقيت الدعوة بصفتي مشاركا في ترجمة كتاب ( عشرة دروس من فوكوشيما ) ، اضافة الى كوني نائب رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة .وقد قدمت ضمن فعاليات هذه الزيارة عرضا تقديميا حول الظروف المحيطة بمحطات الطاقة النووية سواءا منها القائمة(المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا )، أو المزمع انشائها في الاردن ، اضافة الى الدروس المستفادة من كارثة فوكوشيما دايتشي لنا في الاردن ، والوسائل المناسبة للاستخدام لتوعية المواطنين الأردنيين بالمخاطر والكوارث المصاحبة للمشاريع النووية . وشاركت بندوةفي جامعة سيكارد هارت في طوكيو حول كيفية التشارك في الدروس المستفادة من كارثة محطة الطاقة النووية في فوكوشيما دايتشي ،بمشاركة مجموعة من الاكاديميين والناشطين البيئيين من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا والهند اضافة الى الأردن .
ولعل اهتمامي بالكارثة النووية في فوكوشيما يعود لسببين رئيسيين ، أولاهما أن ما حدث في فوكوشيماوبعد سقوط خرافة الأمان في منشآت الطاقة النووية ، كان كارثة كونية أصابت العالم بأجمعه بالرعب ،وحفزنا جميعا للتعلم من هذه الكارثة ، وثانيهما أنه قد تم المباشرة بانشاء المشروع النووي الأردني،والذي نعتقدأنه محفوف بالمخاطر ،وما زال يدور حوله الكثير من التساؤلات التي لا تجد جوابا مقنعا لها،وخاصة في الوقت الذي تقدم فيه الطاقة المتجددة بديلا نظيفا آمنا وبكلفة أقل كثيرا .

ان ما حدث في محطة فوكوشيما النووية هو درس جيد للعالم بأجمعهأن الطاقة النووية تكون دائما مصحوبة بالخطر والكوارث،وفي الوقت ذاته فان الأردن والعالم أجمع ،يجب أن يتوجهوا الى الطاقة النظيفة والآمنة، التي نطلق عليها اسم” طاقة السلام ” ،والتي نأمل أن نصل الى مرحلة الاعتمادالكامل عليها في توليد الكهرباء وبنسبة 100% ،أسوة بكل من سكوتلنداوكوستا ريكاوأرغواي التي ستصل الى هذه المرحلة في العام 2020 ،وأسوة بكل من نيكاراغواوالسويد والدنمارك،التي ستعتمد على الطاقة المتجددة النظيفة في توليد الكهرباء ومتطلبات قطاع النقل في العام 2030.
ismailatiyat@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى