زوال إسرائيل

#زوال #إسرائيل

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة

مراجعة لكل أشكال الاستعمار عبر التاريخ يؤكد أن إسرائيل لن تكون استثناءً، فالحقيقة الثابتة هي أن الشعوب المناضلة ضد مستعمريها لنيل حريتها لا بد أن تنتصر، فهناك عناصر متشابهة لكل أشكال الاحتلال والاستعمار حيث يبدأ المحتل بالتدمير والترهيب والقمع والاضطهاد وعندما يعجز عن كسر ارادة الشعب فإنه يلجأ الى تشكيل حكومات من عملائه بأشكال دمى بأرجل الاستعمار نفسه لينوبوا عنه في إخضاع أبناء جلدتهم، اذكر منها ما حدث في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي وفي فرنسا نفسها إبان الاحتلال الألماني لها، وفي فيتنام وفي أفغانستان وهذا ما هو قائم الآن في فلسطين، في المقابل تنشأ حركات المقاومة وتتعاظم قدراتها وتتعزز إرادتها كلما اشتد الاضطهاد وخير شاهد على ذلك اليوم فأن القوة العظمى الأمريكية بجبروت سلاحها هُزمت أمام الشعب الأفغاني.

إسرائيل التي تملك أقوى قوة عسكرية في الإقليم والتي فاقت جرائمها بحق الشعب الفلسطيني كل الجرائم اللاإنسانية عبر التاريخ فشلت في إخضاع الشعب الفلسطيني بالرغم من تنصيبها تحت مسمى السلام سلطة تخدم أهدافها ومشروعها وتخلي معظم النظام الرسمي العربي عنه بل وتتكشف الحقائق بأنهم متواطئون مع هذا الاحتلال، إلا أن قدرات المقاومة تتعاظم يومياً، وتحولت صواريخ الأمس العبثية –كما وصفها عباس- إلى صواريخ ردع تهدد الوجود الصهيوني اليوم وتنذر بزواله.

مقالات ذات صلة

تصريحات الرئيس الأمريكي بعد الهزيمة المذلة في أفغانستان بأن عصر التدخلات العسكرية الأمريكية في تنصيب وحماية الدول قد ولى، يتردد صداه في أروقة الأنظمة الموالية لأمريكا وخاصة في دولة الكيان الصهيوني، هذه الانظمة وحليفتهم اسرائيل التي تعاظمت أحلامهم إبان حكم ترامب، غارقون اليوم في حساباتهم وهم يدركون حقائق المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية وأنها “اسرائيل” ليست آمنة وغير مطمئنة على مستقبلها بعد تأكيد واشنطن عملياً تخليها عن حلفائها والتحول العالمي إلى الطاقة الصديقة للبيئة، إسرائيل تملك أحدث التقنيات العسكرية وأقوى جيش لكنها تفتقر للعمق الجغرافي، الجندي الصهيوني يمتلك كل وسائل وتقنيات الحرب والحماية الشخصية لكنه يفتقر الى أهم عنصر قتالي وهو إرادة القتال، ناهيك عن تفكك جبهته الداخلية وهشاشتها، سلاحها الجوي الاكفأ على مستوى العالم سيخرج من معادلة الحرب بما يوازيه مما تملكه قوى المقاومة وخاصة حزب الله من صواريخ دقيقة وذكية وذات قدرات تدميرية عالية تهدد كل المنشآت الصهيونية على كافة الجغرافيا الفلسطينية، سلطة رام الله واتفاقياتها ومسارها تضعف يوماً بعد يوم أمام تصاعد إرادة الروح النضالية للشعب الفلسطيني ولو أُجريت الانتخابات الفلسطينية اليوم لخرج أزلام السلطة من المعادلة الفلسطينية وللأبد، لهذا تسارع أمريكا وربيبتها وأزلامها اليوم عن الحديث عن حل الدولتين وتخفيف الحصار والسماح بدخول الأموال إلى قطاع غزة، إضافةً لما ذكر وأمام الفضاء الإعلامي لم تعد الدول الاستعمارية الغربية التستر والتكتم على الجرائم الصهيونية اليومية والحقائق التاريخية على حق الشعب الفلسطيني في النضال لتحرير أرضه.

لهذه الأسباب والحقائق فإن بذور انهيار دولة الكيان الصهيوني ستنمو من الداخل سيما وأن الهجرة المعاكسة فاقت الهجرة الى فلسطين، تؤكد معظم الدراسات أن نسبة عالية جداً من المواطنين الصهاينة لا يأمنون العيش في فلسطين ويفكرون بالهجرة منها، اسرائيل التي كانت تخترق أجواء أكثر من دولة عربية لتقصف هدف ما، عاجزة اليوم ولا تجرؤ على قصف هدف يحاذي أسلاكها الشائكة، وهي لم تجرؤ على اعتراض سفينة الوقود الإيرانية المتجهة إلى لبنان، لهذه الأسباب وأخرى لا مجال لذكرها، اسرائيل ستنهار في أول حرب قادمة أمام قوى المقاومة الفلسطينية والعربية وستزول! أما شكل زوالها فأني أُرجح أن تضطر للتخلي عن الأراضي العربية المحتلة المجاورة لها والتعايش مع الشعب الفلسطيني “دولة فدرالية أو كنفودرالية أو دولة موحدة” مع المساواة التامة بالحقوق والواجبات وسيكون التغيير الديمغرافي لصالح الفلسطينيين مستقبلاً .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى