زغلول مش غول يا غِلمانيين!!! / د . ناصر نايف البزور

زغلول مش غول يا غِلمانيين!!!

لا شكَّ أنّ العلمانية تختلف في تصوّراتها و أفكارها و سلوكياتها باختلاف شيوخها، و اختلاف وجهاتها، و اختلاف منابتها و اختلاف مشاربها!!!
لكنَّ العلمانية تكاد تتفق في أدبيّاتها بالإجماع على ضرورة محاربة الجهل، و التخلّف، و القمع و الاستبداد… وهذا المقام لا يتّسع للخوض في الجذور التاريخية لنشأة الصراع بين العلمانيين الغربيين و الكنيسة… و لكنّ العلمانية في جوهرها تؤمن بالحريّة و هذا أهم سبب من أسباب ذلك الصراع التاريخي بل و هو سبب نشوء العلمانية و انتشارها…
و ممّا يندى له الجبين أنّ الكثير من العلمانيين العرب هم “غلمانيون” مش “علمانيون”!!! فهم يمارسون كلّ ما يتناقض مع مبادئ و مرتكزات العلمانية نفسها… 🙁
فالعلمانية تدعو إلى العلم؛ فيما الكثيرٌ منهم يسلك سلوك الجهلة… 🙁
و العلمانية تدعو إلى حريّة الجميع؛ فيما الكثيرٌ منهم يؤمن بحريّته الشخصية و بقمع الجميع إذا عارضوه… 🙁
و العلمانية تدعو إلى التسامح و التنوير؛ فيما الكثيرٌ منهم مُتحجّر التفكير… 🙁
و العلمانية تدعو إلى المرونة و التنوّع؛ فيما الكثيرُ منهم متصلّبٌ و متوحِّدٌ في رأيه… 🙁
فشغلهم الشاغل و الوحيد هو محاربة الإسلام لنشر اللادين، و المجون، و الإلحاد و الشذوذ… فهذه ليست علمانية صائبة بل غلمانية سائبة 🙁
ما حدث من مهاترات “غلمانية” و صبيانية و ولدنجية في نهاية محاضرة البرفسور زغلول النجّار يكشف الوجه الحقيقي لبعض هؤلاء… فزغلول (مع حفظ الألقاب) عالمٌ كبير… و زغلول شيخٌ جليل… و زغلول ضيفٌ كريم… و زغلول مُتحدّث و خطيب… و زغلول هيّنٌ ليّن و نجيب… و زغلول يجتهد فيخطئ و يُصيب… و زغلول يعرفه البعيد و القريب… و زغلول يقبله العدو المنصف و الحبيب…!!!
زغلول ليس غول يا مَن تدّعون حرّية التعبير… 🙁
زغلول ليس غول يا مَن تؤمنون بمنهج التفكير… 🙁
زغلول ليس غول يا مَن تحاربون الإقصاء و التأطير… 🙁
زغلول ليس غول يا مَن أمضيتم عُقوداً في نشر التسامح لا بالعمل بل بالتنظير… 🙁
زغلول ليس غول يا مَن تزعمون احترامكم للصغير و الكبير… 🙁
زغلول ليس غول يا مَن تتشدقون بحقوق الضيف و الأسير… 🙁
زغلول النجّار لبّى دعوةً رسمية و حضر لإلقاء محاضرة لا مُناظرة و لا مُسامرة يا مَن تدّعون أنّكم تُمثّلون الجماهير… و المحاضرة عند كلِّ صاحب ثقافة أو فكر أو عقل تعني أن يُقدّم شخص ما لديه مِن معرفة؛ فإن شاء أجاب على بعض الأسئلة في نهايتها و إن شاء أحجم…
أمّا المحاورة، و المناظرة، و المناقشة، و المجادلة و المبارزة فتلك ضروب أخرى يعرفها كلُّ مَن ينتسب إلى العلم؛ و أنتم تقولون بزعمكم أنّ العلمانية “تبعتكم” تنتسب إلى العلم و أنّها مُشتقة من العلم… و بأفعالكم هذه فقد أثبتّم أنَّ علمانيتكم ليست من العلم “مُشتقّة” بل عن العلم “مُنشقّة”… فالجهل و الحقد جعلكم تُصوّرون زغلول على أنّه غول… و شتّان ما بين الزغلول و الغول عند المُنصفين و أصحاب النُهى و العقول 🙁 و الله أعلم و أحكم….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى