أنت تريد أبا طالب ونحن نريد سلمان

بسم الله الرحمن الرحيم
أنت تريد #أبا_طالب ونحن نريد سلمان

#ضيف_الله_قبيلات

كتب ابن القيّم في “الفوائد”, يقول :
” نجائب النجاة مهيأةٌ للمُراد, و أقدام المطرود موثوقة بالقيود .. هبّت عواصف الأقدار في بيداء الأكوان فتقلّب الوجود و نَجَمَ الخير, فلمّا ركدت الريح إذا #أبو_طالب غريقٌ في لُجّة الهلاك .. و سلمان على ساحل السلامة .. و الوليد بن المغيرة يقدُم قومة في التيه .. و صهيب قد قَدم بقافلة الروم .. و #النجاشي في أرض الحبشة يقول: لبيك اللهم لبيك .. و بلال ينادي: الصلاة خيرٌ من النوم .. و أبو جهل في رقدة المَخلفة.
لمّا قُضيَ في القدم بسابقة سلمان عرّج به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجّس فأقبل يُناظر أباه في دين الشرك, فلمّا علاه بالحُجّة لم يكن له جواب إلّا القيد, و هذا جوابٌ يتداوله أهل الباطل من يوم “حَرّقوه”, و به أجاب فرعون موسى “لئن اتخذت اله غيري” و به أجاب الجهميّة الإمام أحمد لمّا عرضوه على السياط .. و به أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين استودعوه السجن _ وها نحن على الأثر_ فنزل به ضيف “و لَنَبلونّكم”, فنال بإكرامه مرتبة “سلمان منّا أهل البيت” فسمع أنّ ركباً على نيّة السفر فسرق نفسه من أبيه و ركب راحلة العزم يرجو ادراك مطلب السعادة .. فغاص في بحر البحث ليقع بدرّة الوجود .. فوقف نفسه على خدمة الأدلّاء وقوف الأذلّاء, فلمّا أحس الرهبان بانقراض دولتهم سلّموا إليه أعلام الإعلام على نبوّة نبيّنا و قالوا: إنّ زمانه قد أطلّ فاحذر أن تضَلّ .. فرحل مع رفقة لم يرفقوا به فشروه بثمن بخس دراهم معدودة فابتاعه يهودي بالمدينة و لم يعلم رب المنزل بوجْد النّازل .. فبينا هو يُكابد ساعات الانتظار قَدم البشير بقدوم البشير و سلمان في رأس نخله و كاد القلق يُلقيه لولا أنّ الحزم أمسكه, كما جرى يوم “إن كادت لتُبدي به لولا أن ربطنا على قلبها” فعجّل النزول لتلقّي ركب البشارة و لسان حاله يقول:
خَليليَّ من نجد قفا بي على الرُّبا ….. فقد هبَّ من تلك الديار نسيمُ.
فصاح به سيّده : ما لك ؟؟ انصرف إلى شغلك, فقال بلسان الحال : (كيف انصرافي ولي في داركم شُغلُ).
فلمّا لَقيَ الرسولَ عارض نسخة الرهبان بكتاب الأصل فوافقه.
يا محمّد: أنت تُريد أبا طالب و نحن نريد سلمان.
أبو طالب إذا سُئلَ عن اسمه قال : عبد مناف. و إذا انتسب افتخر بالآباء, و إذا ذُكرت الأموال عَدَّ الإبل .. و سلمان إذا سُئلَ عن اسمه قال : عبد الله. و عن نسبه قال : ابن الإسلام, و عن ماله قال : الفقر, و عن حانوته قال : المسجد, و عن كسبه قال : الصبر, و عن لباسه قال : التقوى و التواضع, و عن وساده قال : السهر, و عن فخره قال : سلمان منّا, و عن قصده قال :(يريدون وجهه), و عن سَيره قال : إلى الجنّة, و عن دليله في الطريق قال : إمام الخلق و هادي الأئمة صلوات ربّي و سلامه عليه.
إذا نحن أدلجـنا و أنت إمـامُنا …. كفا بالمطايا طـيبُ ذكرك حـاديا.
و إن نحن أضللنا الطريق و لم نجد …. دليلاً, كفانا نورُ وجهك هاديا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى