خيرٌ مِن ألفِ دهر!!! / د. ناصر نايف البزور

خيرٌ مِن ألفِ دهر!!!

نحن أمّة عجيبة غريبة!!! ننتظر المستحيل أو الخرافة لحلِّ جميع مشاكلنا… ننتظر ليلة العمر (الزواج) و ينتهي بعد أيّام الحلم بالطلاق أو الفراق لأنّنا غير مؤهلين للقيام بتبعات و التزامات ما يلي ليلة العمر تلك… 🙁
نبحث عن الغنى عن طريق نبش القبور و البحث عن كنوز سليمان و الإسكندر فنمضي عمرنا حالمين واهمين ضائعين… 🙁
نبحث عن المغفرة و نقترف الذنوب طوال العام… و نرجو الرزق و قد تواكلنا طيلة أيّام السنة… بل و حتّى أنّنا نريد النجاح في التوجيهي دون أدنى عناء… كلُّ ذلك عن طريق انتظار الفرج في ليلة القدر… 🙁
ليلة القدْر ثابتةٌ و جوداً بالكتاب و السنّة و لا ينكر وجودها إلاّ جاهل أو كافر؛ لكنَّ ثبوت و حتمية تحقّقها فيه خلاف كبير و نظر… فلماذا نربط جميع مصائرنا بالقدْرِ و القَدَر و قد أمرنا ربُّ البشر بالعمل و الأخذ بالأسباب و الإستفادة من الدروس و العِبَر….!!!
أجدادنا عملوا ففتحوا مكّة في رمضان… و اجتهدوا ففتحوا بيت المقدس في رمضان… و ثابروا ففتحوا الأندلس في رمضان…. 🙂
أمّا نحن فلم نفتح في رمضان سوى أفواهنا لالتهام الطعام و الشراب و لا ننتظر سِوا أن “تُفتح” لنا أبواب السماء في ليلة القدر لننتصر و لنحقّق جميع أحلامنا طبَّقنا تعاليم كتاب “ألف ليلة و ليلة” و ما طبّقنا تعاليم “ذلك الكتاب لا ريب فيه” :(…. نريد ليلة لبناء أسرة… و ليلة لتحرير وطن… و ليلة لتدمير أعداء الدين…. و ليلة لدخول الجنّة… بل نريد كلّّ هذا أن يتحقّق في جزء من ليلة هي ليلة القدر مع أنّنا ما قدَرنا الله حقَّ قدره 🙁
يا سادة، هذا هو جوهر الفرق بين أمّة سادت و أمّة بادت…. لا تنتظروا ليلة القدر بل اعرفوا قدرَكم و ابذلوا قدراتكم تتحقّق أمانيكم و أقداركم… فقدْر كلِّ واحد منّا بيده… فإن كانت ليلة القدر خير من ألف شهر؛ فالعمل و الاجتهاد قد تؤتي ثماراً خيراً من ألف دهر و دهر 🙁 و الله أعلمُ و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى