من مستودع الذكريات وحكايا الآباء والأمهات (!!) / زكريا البطوش

من مستودع الذكريات وحكايا الآباء والأمهات (!!)

حيث الحنان الذي لا ينضب، ومخازن حكايات لا تنفد.. و تجاعيد مفعمة بالطيبة والبراءة، وأحضان متأهبة لاحتضان الأبناء .. ثمة قصص ما تزال عالقة في ذاكرة الطفل الذي يسكنني (!!)

أكثر ما أحن إليه وأفتقده، هي تلك “اللمة” الحميمية التي كنا نعيشها مع الوالد والوالدة، أنا وإخوتي وأخواتي، خصوصا في العطل الصيفية (!!)

كنا نرى الليل وكأنه قد انشق فجأةً عن قمرٍ، ومن وسط النجوم انبثقت شمسٌ .. وكأننا والليل والنجوم في عرس، برغم ما فيه من غياب لأي مظاهر التكنولوجيا أو التلفاز، حيث لم نكن آنذاك نمتلك من تلك الأدوات سوى بقايا من مذياعٍ متهالك (راديو) غير أننا كنا سعداء دون تكلف ولم تكن تتعدى طموحاتنا وآمالنا تتعدى سقف البيت الطيني أو سقف العريشه (!!)

مقالات ذات صلة

كان لدينا في القرية ما يمكن تسميتها مزرعة و في ذلك الوقت كنا نسميها (الوطاة) بما فيها من زرع وشجر وخضار وغير ذلك، وكان المحصول من كل ما ذكر هو بمثابة الراتب والمعاش لبقية السنة، فيتم التبادل أو المقايضة آنذاك لندرة توفر المال .. فكان والدي رحمه الله يقايض القمح والشعير على سبيل المثال بالسلع التي لا غنى للمرء عنها كالسكر والرز والشاي وما شابه (!!)

لم تكن غيوم النهار .. وسواد الليل يحول دون الحصول على كثيرٍ من الفرح .. رغم ببدر من التعب اليومي كان يرافق الجميع .. (!!)

عرفت مبكرًا ذلك الفرق الشاسع والكبير بين السعادة والراحة، وأدركت كذلك أن ليس كل مرتاحٍ سعيد ولا كل سعيدٍ مرتاح، وليس كل غني سعيد، ولا كل فقير تعيس .. (!!)

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى