ليلة الرعب قبل القسطرة / كامل نصيرات

الحمد لله عدّت الأمور بعد ليلة كاملة من الرعب والكوابيس في انتظار (قسطرة القلب) ..كثيرون سيقولون : العملية بسيطة جدا و صارت ولا إشي ..حتى هي مش عملية ..وهذا صحيح تماماً ..ولكن التحضيرات لها خلاف ذلك تماماً ..المحيطون بك يشعرونك بغير ذلك رغم الابتسامات التي يوزّعها الأطباء و الممرضون و الممرضات ..
كنتُ وما زلتُ أراهن على قلبي ..ولكني لا أراهن على بطانته ..فما أن قال لي طبيب الطوارئ في مستشفى الاستقلال دخول؛ حتى تغيّر لون الدنيا ..وصار التعامل معي غير ..وأوّل الرعب الكرسي الذي أصرّوا عليّ إلاّ أن أجلس عليه ..وثاني الرعب (الآي سي يو) ..ما هذا يا جدعان ؟؟ وثالث الرعب فرطت المسبحة وبدأت قصة ( التخزيق) بالإبر..و بدأت الأوامر مع الابتسامات ..وأم وطن تقف قليلاً و تغادر قليلاً و تعود ..تقول لي : الأمور بسيطة ..وتقول لغيري : الله يستر ..!
ليلة ليلاء كما يقولون ..متعود على السهر للثنتين و للثلاثة ..أطفأوا الأنوار الساعة الثامنة مساء ؛ لا يوجد تلفزيون ..ممنوعة الزيارات و أنا المعتاد على الناس من حولي ..حتى محاولتك أن تنام يقطعها كل شوية ايقاظك من أجل تخزيقك بنوع ابرة جديد ..ولكن الابتسامات لا تنقطع ممن حولك من الكادر الطبي ..!
كوابيس حتى الصباح و بانتظار القسطرة ..الجميع يؤكدون لك بأنها بسيطة و لكنهم يتصرّفون عكس ذلك ..الاحساس يصلك بأنك مقبل على مجهول ..وأم وطن تؤكد لي كثيراً أنها بسيطة و كل الخوف في عيونها ..أخي (راتب) يؤكد أنها بسيطة و يطلب من أم وطن من وراء ظهري أن تطلب مني أن ( أُشهّد) ..! الصراحة كلهم ممثلون فاشلون ..رغم أن القسطرة فعلاً بسيطة ..ولكن أجواءها المحيطة بها عبارة عن فيلم رعب حقيقي..
الحمد لله ..قلبي و بطانته سليمان ..وما أن انتهيتُ من البسيطة حتى بدأت الآن سلسلة المحاضرات التي لم تنتهِ من الجميع حتى من مرّاق الطريق ..ولكنّ الذي خفّف عني بجد بعد رحمة الله هو تلك الهالة التي أحاطني بها المحبون و المعجبون و الأصدقاء ..ذكوراً و إناثاً ..فكانت محبتهم هي فواصل رفع معنويات وسط فيلم الرعب ..!
شكراً لله ..ومن ثمّ شكراً للصبايا الممرضات ..شكرا حمايدة ..شكراً مهداوي.شكرا مهند عياصرة..شكراً دكتور رائد عوايشة ..شكراً لكل الذين لم أستطع حفظ أسمائهم ..شكراً لكم جميعاً ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى