رسالة الى الدكتور عبدالعزيز الخزرج الانصاري … 100 عام لا 26

رسالة الى الدكتور عبدالعزيز الخزرج الانصاري … 100 عام لا 26
جميل يوسف الشبول

نتوجه بالشكر الجزيل الى الدكتور عبدالعزيز الخزرج الانصاري ونقول له ان السنوات الست والعشرين التي تحدثت عنها هي في الواقع مئة عام ومنذ ان صدرخطاب ابناء الشمال الاردني انطلاقا من قرية “قم” الى ملك سوريا فيصل الاول منبها ومحذرا من نشاط الوكالة اليهودية وشرائها للاراضي الفلسطينية وكان ذلك قبل قيام اي ثورة فلسطينية اوعربية ضد المستعمر والعصابات الصهيونية التي كانت تستوطن فلسطين بعد كل عملية شراء.
سنخبرك شيئا عن الشعب الاردني وذلك من باب تقديم المعلومة فقط ولا نريد ان ننسب لانفسنا فضلا دون الاخرين فهذا الشعب بعشائره وجميع مكوناته مستهدف ويتلقى طعنة العدو وطعنة الصديق على حد سواء ومنذ قرن من الزمان.
لم يتورط اردني ببيع حبة تراب من ارض فلسطين وقد اوردت وثائق ويكيليكس اسماء العائلات السورية واللبنانية والفلسطينية التي باعت ارض فلسطين ونتحدث هنا عن البيوعات الضخمة والاف الدونمات المباعة ومنها سهل مرج بن عامر عندها بدأ الشعب الفلسطيني بانشاء تنظيمات للدفاع عن الارض واغتيال كل متعاون مع الاحتلال.
استخدم الاستعمار البريطاني كل وسائلة لكسب ود الاردنيين فلم يفلح واستدعى المعتمد البريطاني وجهاء وشيوخ عشائر الاردن الذين كانوا ملوكا في وطنهم قبل تشكيل الامارة وعرضت عليهم المملكة الاردنية شريطة مباركة الاردنيين منح فلسطين وطنا قوميا للصهاينة فرفض الاردنيون هذه المملكة ورفضها باسمهم ابن عشيرة العدوان الشيخ ماجد العدون المبعوث مندوبا عن والده المريض
انطلاقا من الاردن بدأت اول المواجهات بين ابناء الاردن واحرار الجنوب السوري من جهة والجيش البريطاني وجنوده المرتزقة والعصابات الصهيونية من جهة اخرى فكانت معركة تل الثعالب على ارض بيسان داخل فلسطين المحتلة وقد استشهد القائد الاردني كايد المفلح العبيدات وكان شابا عشرينيا يحفظ القران الكريم وقد استشهد في المعركة ثلة من الابطال الاردنيين والسوريين وقد شيع الاردنيون الشهداء السوريين محمولين على اكتاف الرجال حتى مساقط رؤوسهم في سوريا.
انشأت بريطانيا المستعمرة امارة شرق الاردن وعينت قائدا بريطانيا للجيش الاردني يساعده 46 ضابطا بريطانيا وخاض بهم حرب عام 1948 بمشاركة الجيوش العربية وخاض الجنود والضباط الاردنيون الحرب رغما عن قادتهم الانجليز واستطاع القائد الاردني الذي يعرف شجاعته العدو ولا يعلم به 99% من العرب ان يمنع سقوط القدس الشرقية وان ينزل بقوات العدو اكبر خسائرها حيث بلغ عدد قتلى العدو اكثر من الف جندي صهيوني واسر منهم 800 مقاتل بينهم جولدامئير وشارون وسجنهم في ام الجمال في محافظة المفرق.
بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران تحمل الجيش الاردني الموعود بغطاء جوي عربي لم يحدث ضربات العدو الجوية وتكبد المزيد من الخسائر في الارواح و المعدات ولم تسمح امريكا وبريطانيا بارسال السلاح للاردن ففرض العدو علينا معركة بعد عام واحد وهو يعلم ما ينقصنا من العتاد والعدة لكنه لم يكن يعلم حجم كتلة النار في صدور اسود الاردن فكانت معركة الكرامة الخالدة وشاهد الاردنيون وبعض العرب في شوارع عمان دبابات العدو المحترقة وجنوده مكبلين بسلاسل حديدية داخل دباباتهم والتي لم يسجل العدو بعدها اي نصر على اي دولة عربية او حتى حزب من الاحزاب المقاومة.
عندما احتلت الضفة الغربية انشأ رئيس الوزراء الاردني وصفي التل دائرة شؤون الارض المحتلة ومهمتها حماية اخواننا في الضفة الغربية اقتصاديا وحرمان اقتصاد العدو من الايدي العاملة العربية ، لقد استوعب الاردن كل المنتجات التي ينتجها المواطن الفلسطيني على ارضه شريطة عدم وجود مدخلات انتاج صهيونية ، اما الطيار العربي الوحيد الذي قصف ميناء حيفا فهو الطيار الاردني البطل فراس العجلوني وقد اسقط في غارة واحدة ثلاث طائرات اسرائيلية واسقط مطورو التعليم عندنا الصفحة التي تتحدث عن بطولاته.
في ليبيا عمر المختار كان الضابط الاردني نجيب البطاينة يقاتل بجانب ثوار ليبيا وقد قضى شهيدا على الارض الليبية اما في سوريا ونضالها ضد المستعمر الفرنسي فقد قاتل الاردنيون بجانب اخوانهم السوريين وكان القائد الاردني علي خلقي الشرايري اللواء السابق في الجيش التركي والحاكم العسكري لمكة المكرمة عام 1910 يقود المقاتلين الاردنيين والسوريين جنبا الى جنب مع القائد يوسف العظمة.
يواجه الاردنيون الان مجموعة من الاعداء لم تترك سلاحا الا واستخدمته وعلى رأسها سلاح الجوع والخوف ولا زال الاردني يدير معركته بصبر على مخرز الصديق وسوار المعصم واكليل وضعناه فوق الجبين فعضه واسال دمه وعند الاردنيين المزيد ولن تلين لهم قناة وسوف تبقى فلسطين قبلتهم وهدفهم لو تخلى عنها الجميع حتى اهلها ولو سألت اي اردني عن شهداء الاردن في فلسطين ستجد ان له اخاً او اباً او عماً او خالاً او ابن عشيرة تربطه به رابطة دم.
رحم الله الرئيس الجزائري احمد بن بيلا الذي قدم الى الاردن وشكر نساء الاردن على تبرعهن السخي للثورة الجزائرية وكان التبرع قلائد الذهب نزعنها عن اعناقهن وارسلنها مباشرة لثوار الجزائر .
التطبيع وهرولة الانظمة العربية نحو الضامن لكراسي الحكم يعريهم امام شعوبهم وينقل ملف الصراع الى يد الشعوب العربية التي وثقت بتلك القيادات واننا لنرى امر الله قد اقترب وان ازالة هذه الدولة بات قريبا ومن ارض الاردن ولدينا 83 جنسية ما اجتمعت الا لتنفيذ هذا الامر الذي يعرفه نتنياهو وكل قادة ومفكري وكتاب العدو ويجهله الحكام ولا قادة ولا زعماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى