.الخاصية الفيزيائية للسقوط

[review]
 

 

 

مقال الثلاثاء

مقالات ذات صلة

1-5-201

النص الاصلي

تذكرون  مشهد واقعة الجمل في "ميدان التحرير".. وتذكرون ذلك الفتى الذي كان يمتطي ظهر "البعير" ويشق صفوف المعتصمين داباً الرعب في قلوبهم – بأوامر من الحزب الحاكم-  حيث كانوا يهربون منه في كل الاتجاهات و يقفزون عن الحواجز ويمضون بأقصى السرعات مبتعدين عن طريقه.
 فقط عندما تجرّأ احد المعتصمين و"شده" من الخلف فأسقطه عن ظهر "الجمل" لم يبق هارباً  إلا وعاد إلى الميدان ليضربه، ولا مرعوباً الا وأرجع رجله للخلف مترين وركله، ولا متفرّجاً الاّ وصفعه، ولا مغلولاً من النظام إلا و"بعــ.." ن حتى أفراد الأمن المركزي الذين كانوا يدعمون "فتيان البعارين" لوجستياً ويسهلوا لهم طريق الدخول الى الميدان ساهموا أيضا في الركل والرفش والدفش دون أي مبرر منطقي..فقط لأن الخاصة الفيزيائية للسقوط دائماً تغري الآخرين بالاعتلاء ونشوة الانتصار حتى لو كان مجانياًً..
**
قبل اسبوع من الآن عندما كان يعتلي الخصاونة "جمل" المسؤولية ..لم نكن نقرأ سوى إشادات وتبريرات وتحليلات وتأييد منقطع النظير لخطوات الحكومة ، اما الذين كانوا يختلفون معه فقد كانوا يفضلون الهروب  من أمامه على المواجهة ،  ويقفزون في كل الاتجاهات فراراً بأرواحهم او مناصبهم او رواتبهم مبتعدين عن طريقه..وما أن شًّد الرجل بعنف وأنزل عن "جمل "المسؤولية يوم الخميس ، لم يبق هارباً من أمامه إلا وعاد لينتقده ، ولا مرعوباً الا واستأسد عليه ، ولا خصماً متوارياً الا وأشهر قلمه ، ولا مغلولا الا وانتقم منه اشد الانتقام ، ولا مبتدئاً في الهجاء او متدرباً على الإملاء إلا وهجاه..حتى بعض أعضاء الحكومة الذين كانوا شركاءه في القرار ويدعمونه سياسيا ويسهلون له طريق القرار ، فجأة ضبطوا موجتهم على المرحلة الجديدة وساهموا في الركل والرفش والدفش على طريقة الأمن المركزي المصري ..فقط لأن الخاصية الفيزيائية للسقوط دائماً تغري الآخرين بالاعتلاء ونشوة الانتصار حتى لو كان من صناعة الظروف..
أنا لا أدافع عن الحكومة السابقة وأبدا لست آسفاً على رحيلها ، لا بل قد أكون من أكثر الذين كتبوا ضدها وناهضوا سياستها وتضرروا ومنعت مقالاتهم بسببها ، كما أنني لست مستبشراً من الحكومة الجديدة على الاطلاق (فهي تبدو مثل الملوخية لن تضر ولن تنفع ، فقط تمشاية يوم)..لكني قلقٌ على الحد الأدنى من "فروسيتنا" التي غابت  عنّا.. فليس من نبل الفرسان ابداً  أن يُستقوي على  خصم سقط سيفه في الميدان!!…وليس من نبل الفروسية أن ندير ظهرنا للوطن الذي يئن تحت وجع  مئة عملية جراحية أجراها مئة بيطري …وننشغل برمي الحصى على بعضنا بعضاً…
**
لك الله يا وطني ..لكثرة ما عاث فيك (مجرّبوك) ..خرّبونا وخرّبوك…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى