مجتمع القوالب الجاهزة
في مجتمعنا نحب أن نعتقد اننا نملك حرية الإختيار بما نقوم به ، نسير بخطى تبدو واثقة في اتجاهات متشعبة وكثيرة يغلب عليها عشوائية المسار الا انها في الحقيقة محددة مسبقا فهي تقبع هناك حبيسة منزوية بخجل في خانة اللا وعي واللا شعور داخل ادمغتنا التي تتظاهر بالإنفتاح تتحين اقرب فرصة للخروج ، عندنا لكل شئ قالب جاهز ينتظر التعبئة بدءا من قضايانا الكبيرة ومرورا بتفاصيل حياتنا الصغيرة وحتى النهايات المرسومة كما البدايات ، لنأخذ نظرة خاطفة وسريعة معا…..!!!
* يبحث الشاب عن شريكة لحياته بنفس المواصفات المتعارف عليها من الجميع جميلة ، طويلة ، مثقفة ، مؤدبة وخلوقة ….. قوالب جاهزة .
* تبحث الفتاة عن الزوج ، الوسيم ، المهندس ، الطبيب ، المحامي ، او رجل الأعمال ….. قوالب جاهزة .
* ينتظران المولود الأول بكل سعادة وفرح وحب… تأتي الزهرة الأولى ثم الزهرة الثانية ومع الزهرة الثالثة يتسرب القلق للنفوس لتبدأ النصائح والدعوات والتمنيات بقدوم الولد ….. قوالب جاهزة
* تبدأ مراحل التربية والدراسة ، يتباهى الآباء والأمهات بالمدرسة الخاصة وأقساطها الباهظة واللغات الاجنبية التي يتكلم بها اطفالهم …..قوالب جاهزة .
*يمتد المشوار الدراسي للأبناء لسنوات ليتوج العام الأخير عاما عامرا بالقلق والخوف والتنافس الغير بناء فقط من اجل الحصول على اي مقعد جامعي والسلام …..قوالب جاهزة
* تبدأ مرحلة اختيار التخصص فلا تخرج عن هندسة ، طب ، حقوق ، صحافة ، صيدلة فلا تخصصات أخرى تليق بنا …….قوالب جاهزة .
* مرحلة التخرج فرحة وسعادة مؤقتة بالإنجاز ليتبعها قلق ايجاد الوظيفة المناسبة والواسطة المناسبة ……قوالب جاهزة
* يصطدم الشباب بواقع البلد وتبدأ امانيهم البراقة وأحلامهم بالفرص العادلة تتلاشى فالمناصب تورث كما المال ليصغر معها الحلم والطموح إلى ادنى صوره بإيجاد فرصة عمل والباقي لا يهم ….. قوالب جاهزة
ويبقى الدولاب يدور ويدور لعل وعسى أن يقف يوما ما في زمن ما ليحقق الحلم في التغيير وفي التفكير وفي كسر القالب.
ولكننا دوما وللأسف نعود لندور وندور وندور …..
* يطرق الباب شاب لطيف وسيم يحمل شهادة الهندسة ، يحلم بالزواج من فتاة جميلة خلوقة ومثقفة ليبدآ معا مشوار الحياة والدوران في مجتمع القوالب الجاهزة .
تتلقى كرت الدعوة للزفاف ( الف مبروك للعروسين وبالرفاه والبنين )
ملاحظة : نوما هنيئا لعقولكم
