رحلة بين السطور / جابر مصلح

رحلة بين السطور

لا تسلني ما السبب ..
هو كاتبٌ كغيرِهِ ،
قد عالجَ الكلماتِ و القوافي ،
فاجتاحَهُ الجنونُ فهجا كلَّ ما كتب ..
غادرَ الأوراقَ و المحابر ،
و ابتنى من زرقة السماءِ كهفاً و اختفى ،
و لا عجب ..
فامضِ بين سطورهِ ..
و انظر ،
لا شيء يدعو للعجٙب ..
لا تُضِعْ وقتٙك ،
و لا تلتفت للكلماتِ إذ تهذي ،
و لا تُعِر مكرٙ المعاني اهتمامك ،
و اترك نَصَّ صاحبنا ،
فليعاقر الجنون و الصخب ..
لا تعجل ..
قريباً ستهربُ منكٙ البداية ،
و سيلمعُ من بعيدٍ وعدٌ كاذبٌ قد اقترب ..
تابع .. و تابع
و إن عصرتٙ خمراً من عناقيدِ البلاغة ،
فليس في ذلك العجب ..
هل ترى ؟!!
ثمةٙ قوسٌ بعيدٌ ..
و أهازيجُ عرسٍ لعروسٌ يتيمة ،
زفافٌ وضيع ،
نسورٌ لها هديلُ الحمام ،
ترافقها إلى كوخِ الغضب ..
لا يا عزيزي ،
ذا ليسَ قَطُّ ضرباً من العجب ..
فخلفٙ الكوخِ يجلسُ شيخٌ جليل ،
له وجهٌ حزينٌ و ساقٌ من خشب ..
يتجاهلُ صوتٙ العروسِ إذ تستغيث ،
حافراً بساقهِ قبرٙ العجٙب ..
ينادي أن يا بنيّٙ ارحل بعيداً ،
و عد أدراجٙ نٙصِّك المكلوم ،
و إن كنتٙ ترمي إلى صحبتي ،
فأجلس بليداً يا بنيَّ أو انسحِب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى