“تخبيط اقتصادي”

..إياكم وثورة الجيّاع

مقال الأحد 25-8-2019
“تخبيط اقتصادي”
واضح تماماً أننا أمام “تخبيط اقتصادي” وليس “تخطيط اقتصادي” ومن يمسك القلم ويخربش القرارات هو رجل “سكند هاند” بالاقتصاد لا يصلح أن يتكلم حتى بين طلاب سنة أولى اقتصاد..
تقول القاعدة الأولى في النجاة: (اذا كنت في حفرة لا تحفر)..تعلمون جيداًَ،وبالأرقام كيف قلّت الإيرادات عندما زدتم الضرائب، كيف تدمّرت قطاعات بعينها، وخسرت الخزينة من مجمل هذه القرارات ما يزيد عن 2 مليار دينار أردني في ستة شهور، هذا برهان عملي أن الضرائب تحرق الاقتصاد ولا تحرّكه ، الضرائب توقف عجلة السوق ..ومع كل هذه البراهين تقرّون ضريبة جديدة على التجارة الاليكترونية..وضريبة جديدة على إعلانات جوجل وفيسبوك؟..ما هذه السذاجة وما هذا “التخبيط” الولاّدي..عن أي ثقة تتحدّثون بين الحكومة و المواطن..ووزيرة إعلامكم قالت قبل أقل من شهر: أن لا ضرائب جديدة في العامين 2019/2020؟؟..وهي التي قالت أيضاَ: الضرائب لم ولن تحل المشكلة..وبعد أقل من شهر “نكّسها” الجناح الاقتصادي الهرم المتآكل وفرض ضرائب جديدة..
كما قلت ، لم أعد أضع سيناريو الغباء بما يجري..أنا أضع ألان نصب عينيّ سيناريو المكر الحقيقي تجاه هذه البلد..إذا كانت أمريكا بعظمة اقتصادها تدرس تخفيض الضرائب لتحريك السوق..نحن نفعل العكس..ونطارد الجياع على رغيف خبزهم ونقمعهم إن تألموا..
ما حدث أمس في الرمثا من احتجاجات واسعة لم تشهدها المدينة منذ سنوات بسبب التضييق على عيش ألاف الأسر، يدلّ أن العقل المدمّر لا يرضيه جوع الناس وتركيعهم وحسب هو يريد أيضاَ أن يفكك الدولة ويدفع المواطن إلى صدام مع مؤسساته والاعتداء على الممتلكات..ماذا يعني ان يصدر قرار بعدم السماح لأي مسافر باصطحاب أكثر من “كروز دخان”؟..وهل كروز الدخان هو الذي يسند اقتصاد الأردن كله؟..البحث عن كروز دخان في ظل التهرّب الضريبي الذي يتقنه الصف الأول من الساسة ومن أعضاء الحكومة نفسها ومن المتنفذين والقريبين من صنع القرار هو التطبيق العملي لـ”مراقع الفقّس”..قبل الثورة السورية ، كانت التجارة البينية في أوجها والاقتصاد الأردني في صحّة جيدة أفضل من الآن، كان الدخان يدخل بشكل طبيعي والفواكه والملابس، ونصدر كأردنيين الخضار والمنظفات والأجهزة الكهربائية ،كانت حركة السوق الرمثاوي تقدر ب10مليون أسبوعيا..بين صادر ووارد..الآن مع منع التداول ومنع الاستيراد..ترجع أسباب التدهور الاقتصادي الى السجائر..وليس إلى السحب الجائر لنقد البلد..؟؟؟…هل السيجارة هي من أطفأت الاقتصاد الأردني؟؟..هذه حجج واهية على الفريق الاقتصادي أن يسوّقها على “شلة معاتيه” يصفقون له أو يتلوها على نفسه ان لم يجد أحدا يصدّق روايته..
نصيحة من واجبي أن أسديها إلى وطني ،و إلى من تبقى من القلة القليلة من الرجال..الذين يهمهّم مصلحة الوطن..إياكم وثورة الجيّاع..إياكم وثورة الجياع..ما تقومون به من قرارات ..وما تطلقونه من نعيق أبواق حكومية لا تعرف “الطوط من العوصلان” في الكلام..سيؤدي حتماً إليها.

حمى الله الأردن والشعب العظيم!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مقال اروع من رائع وكما يقول المثل (لا يمكن تغطية الشمس بغربال) كثير ممن اعرفهم توقفوا عن شراء باكبت السجائر واستعاضوا عنه بالدخان الفرط الذي يباع بالوزن وهذا احد اسباب خسارة مصانع الدخان بسبب الضرائب وكثير من الاردنيين اصبحت (قلاية البندورة) وجبة رئيسية. فالضرائب اكلت الاخضر واليابس واصبحت سبب الغلاء وارتفاع اسعار كل مايلزم متوسطي الدخل والفقراء. واخيرا صندوق تلنقد الدولي لم يقدم مشورة لاي دولة الا حل فيها الخراب والفقر والقلاقل الاقتصادية والامنية والاجتماعية وازدياد الجرائم بسبب تلفقر نتيجة نصائح صندوق النقد الدولي اليهودي.

  2. كلام رائع سيدي الفاضل…أملنا بالله…حمى الله الأردن و شلت ايدي الفاسدين الذين ينهبون الوطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى