فرح مرقه: “نط” الكلالدة في الاردن يحوله لـ “شيخ كار” جديد.. منديل حارس الملك سلمان وثورة “النظافة” المصرية.. وروسيا اليوم ورأيها بالغزو الامريكي والصحافة العربية معا !.. لبننة العراق بتطبيع الموت.. وهوس الرئيس على شاشة فلسطينية..

سواليف

أظن الوزير الدكتور خالد الكلالدة تعب قدر ما “نطّ” من جهة لأخرى تحت عنوان “الانتخابات النيابية ” في الاردن، والتي كانت معركته المعلنة فيها حين قبِل استلام حقيبة وزارية بشرط مغادرة الحراك الأردني اليساري هي فقط الخروج بقانون انتخاب عصري وحديث.

معركة الكلالدة تمددت، فبعدما خرج القانون في عصر ولايته- وبحكم تزامنها مع رغبة سياسية- عصريا ومغادرا ازمة “الصوت الواحد” التاريخية، كان الوجه الترويجي الحكومي لقوانين انتخابية اخرى، ثم للنظام الانتخابي، وصولا لكونه الوزير الوحيد الذي لم يبقَ في “مساحة الانتظار” التي يجلس فيها كل الطاقم الحكومي اليوم بانتظار العودة للمنازل.

الكلالدة أدى على اعيننا جميعا على شاشة التلفزيون الاردني اليمين الدستورية ليصبح رئيسا للهيئة المستقلة للانتخاب، بمعنى انه حظي على استثناء شخصي ليتمدد دوره المفترض ويدخل في مرحلة تنفيذ القانون، فهو الوجه المعروف لوضع وهندسة القانون، ثم هو المعلن والمروج والمسوق، ثم سيصبح المنفذ، ولن استغرب ان نزل كمرشح عن واحدة من الدوائر بنفس ذات الوقت.

مقالات ذات صلة

بالطبع احترم الخبرة السياسية للدكتور الكلالدة، ولكني استغرب ان يتعامل مع السياسة كـ “شيخ كار” في الوقت الذي هو طبيب جراح “قد الدنيا” ويعلم ان ما يقوم به في الجراحة لا يستطيعه طبيب عام أو اختصاصي تخدير.

في الاردن الجميع يقول ان “المسؤول يصلح لكل المناصب.. ولا يفنى بل يعاد انتاجه” في حالة الكلالدة لا بد من اضافة “حتى لو افنى عمره معارضا لذلك”.
بكل الاحوال، تنقلات الوزير بين الحلقات تعني ببساطة “تبكيل” العملية الانتخابية بما لا يسمح بأي مراجعات ولا بوجهة نظر اخرى تدخل على الموضوع وبالتالي ترك المجال للحديث عن نتائج معروفة سلف للانتخابات القادمة، وهذا ما يجعلني كمواطنة فقيرة الى الله اكفر بما كنت اعرفه عنه من حنكة سياسية، واعتقد -لا سمح الله- ان القصة فيها “إنّ”.

**

بمناسبة الحديث عن الديمقراطية الاردنية، دعوني اعترف اني تفاجأت بقناة “روسيا اليوم” وهي تفرز سلسلة حلقات من برنامج يدعى “قصارى القول” للحديث عن “غزو العراق” باعتباره بداية الديمقراطية العراقية، وان محاكمة صدام حسين هي “مسك الختام” لحقب الظلام.
وانا افكر بجملة “مسك الختام” تذكرت أن العراقيين حتى اللحظة لم يستنشقوا رائحة مسك من عصر صدام، والذي ظنوا انهم بعده سيحيون “في سلام امنين”.

الصديق العراقي والصحفي قيس عجرش كان يعد لي قبل ايام “كم الجنائز″ الهائل الذي يمر من امامه كل يوم ويتحدث عن “تطبيع القتل” في بلاده بإشارة ذكية يقول فيها “لبننونا صديقتي لبنوننا”.

**

المهم، ان القاضي الكردي تحدث في المقابلة عن “محاولة ديمقراطية” برزت في تشكيلة المحكمة في ذلك الوقت حين طلب الامريكان قاضيا كرديا لرئاسة محاكمة صدام حسين (ولن نسأل عن السبب هنا)، وانه استقال لعدم شعوره بالاستقلالية وان الاعلام تناقل استقالة مزورة لم تكن له.
المذيع الفذّ اجاب: “نعم نشرتها صحيفة مصرية.. والصحافة العربية كلها معروفة..” واشار بيده الى انها صحافة “اي كلام” قبل ان يقول الضيف ان ما نشرته “الاهرام” كان التصحيح عمليا.

الموقف يشير الى الكثير.. فالغزو الذي كانت ذكراه قبل ايام تعمّد “الانتقام”، تماما كما فعل المذيع الذي يتصرف اصلا بطريقة مستفزة، الاهم.. المقابلة كانت على روسيا اليوم، فهي تحدثت عن غزو امريكي وعن ديكتاتور قبله، فشعرت ان تصويب الاوضاع في العراق فيه وجهة نظر روسية قد نراها قريبا!

**

اعجبني المصريون وهم يتداولون صورة حارس الملك سلمان الشخصي وهو يلقي “المنديل” الذي كان يحمله على الارض اثناء زيارة عاهل السعودية لمصر..
المصريون كانوا متحفزين للحارس الشاب، الذي تصرف بلا شك بما لا يليق لا به ولا بالعاهل السعودي، وهو حقهم طبعا.. ولكني للاسف بعد ان رأيت معنى “النظافة” في القاهرة مؤخرا.. اتمنى لو يعمم التحفز على الجميع ايضا.. وليبدؤوا حملة “انا مش حارس شخصي” مثلا حتى ينظفوا بعض الشوارع الجميلة في بلادهم.

**

فوجئت ببرنامج مسابقات فلسطيني يدعى “الرئيس″ على فضائية معا، كما يبدو انه يحاول اختيار رئيسا فلسطينيا حسب الكفاءة بعدما فشلت الرئاسة الفلسطينية بذلك.

الشبان يتحدثون بعمل وبرنامج وجد عن ما سيقدموه لفلسطين ان اصبحوا “رئيسا”، وهذا جميل ان كان بأي مكان اخر، اما في فلسطين.. فلا ادري الهدف من تكريس هوس الرئاسة في وقت فيه في كل بيت شهيد، وفي حي مئة محاصر واسير.. لا ادري لم تصر التلفزيونات على تكريس اهمية “الرئيس″ والجميع يراه عبر شاشة التلفزيون الاسرائيلي.. لا افهم سبب وجود هذا البرنامج.. وعلى الاغلب لن افهم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى